في بادرت قد تفهم في مجال العلاقات السياسية، إلا أن توقيت مبادرة التقارب التي قامت بها الدولة حالياً مع الجمهورية الإيرانية المحتلة للجزر الإماراتية، بمناسبة شهر رمضان، كانت لافتة في اتجاهين، الأول داخلي والثاني على المستوى الخارجي وما يجري في المنطقة.
فعلى المستوى الداخلي، يلاحظ وجود تجاهل تام من قبل الدولة وأذرعها الإعلامية لقضية معتقلي الرأي لدى أجهزة الأمن في الدولة، وصمت كامل على ظروف اعتقالهم خصوصاً في شهر رمضان، وما تعانيه عوائهم من فقدان للمعيل في هذا الشهر الفضيل، في الوقت الذي تناولت خبر تهنئة الدولة لطهران برمضان بأجواء احتفالية، متناسية احتلالها لجزء من أراضي الدولة.
وللإشارة؛ فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة "تبادل التهاني والتبريكات هاتفيا مساء السبت مع فخامة حسن روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك".
وبالعودة للعامل الخارجي؛ فإن العلاقات العربية الإيرانية، والخليجية الإيرانية على وجه الخصوص تمر في أسوأ حالتها، لا سيما بعد عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية وتشارك فيها الإمارات بقوة إلى جانب دول خليجية وعربية أخرى، مع الإشارة إلى أن عاصفة الحزم تستهدف الذراع الإيرانية في اليمن، كما أن هناك تصريحات خليجية عنيفة ضد طهران وعلاقتها مع ما يجري في سوريا والعراق واليمن.
ولدى الحديث عن نظام العلاقات السياسية بين الدولة وبين الدولة التي تحتل جزرها منذ أكثر من أربعة عقود، ومقارنته مع نظام العلاقات بين الحاكم والمحكوم في الدولة، لا سيما قضية معتقلي الرأي الإماراتيين، يلاحظ المراقبون أن هناك خللاً، ففي الشهر الفضيل عادة ما تتحرك مبادرات لإزالة أي خلافات داخلية، إلا أن هذا التحرك توجه نحو "العدو" وترك الأخ الداخلي بحالة من التجاهل.
وعلى الرغم من تفاؤل البعض بإطلاق مبادرات تنهي قضية معتقلي الرأي مع حلول رمضان؛ إلا أن ذلك لم يتم، بل لم يتم حتى سد احتياجات الأسر التي أصبح معيلها خلف القضبان، رغم المبادرات التي تطلق بين الحين والآخر لتعزيز العلاقات الاجتماعية في الدولة، لكن هذه المبادرات تستثني كل ما يتعلق بمعتقلي الرأي.
وتعتقل الإمارات أربعة وتسعين من الشخصيات المعروفة في الإمارات بعلمها وثقافتها وحاصلون على شهادات علمية عليا، بعد أن وقعوا على عريضة تطالب بالإصلاحات السياسية وذلك في 3 مارس 2011م، في حين تشير بعض التقارير إلى أن عدد معتقلي الرأي من الإماراتيين ومن جنسيات أخرى تجاوز المائتين وخمسين.