تضاربت التقارير الإعلامية والصحية في الإعلام المحلي حول فيروس كورونا بصورة مثيرة للاستهجان بين صحيفة البيان الصادرة في دبي وصحيفة الاتحاد الصادرة في أبوظبي ليطرح هذا التضارب تساؤلات حول أسبابه ومن المسؤول عنه، وما هي المعلومات الدقيقة في مسألة صحية خطيرة للغاية. ويظهر التضارب في هذه المعلومات بما يشير إلى غياب الشفافية الإعلامية والصحية معا في المؤسسات الإعلامية والصحية على حد سواء.
فصحيفة الاتحاد نقلت تقرير الإصابة على النحو التالي،" سجلت الجهات المعنية بالقطاع الصحي بالدولة حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا» والتي كانت لمقيم عمره 29 عاما ويعمل سائق شاحنة لنقل الجمال والنوق، وتم تسجيل الحالة الأسبوع الماضي في أبوظبي حيث إن المصاب كان قادما من سلطنة عمان.
وأفادت منظمة الصحة العالمية في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، بأن الحالة المصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا»، والتي أبلغت عنها السلطات الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لشاب مقيم في عمر 29 عاما وتم التأكد من أن العينة إيجابية من مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وذلك في (12|5) الجاري.
ويظهر من تقرير الاتحاد أن هناك إصابة واحدة لم تحدد مكانها بدقة إلا في فقرة لاحقة بعد أن حاولت تعميم الإصابة بذكر "القطاع الصحي بالدولة"، وأرجعت أن مصدر الإصابة هو سلطنة عمان من مقيم عربي.
أما صحيفة البيان، فقد قالت،" أعلنت هيئة الصحة أبوظبي حالتين لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وقالت الهيئة إن الحالتين مستقرتان ولا تظهر عليهما أية أعراض وقد تم تأكيد إصابتيهما بالفيروس من خلال التقصي النشط مشيرة إلى أنه تم عزلهما في المستشفيات كإجراء احترازي إضافة إلى إجراء فحص المخالطين للحالتين وبناء على الحالات المشابهة السابقة تتوقع الهيئة أن تتخلص هذه الحالات من الفيروس تلقائيا خلال " 10 – 14 يوما ".
ومن خلال تقرير البيان يتأكد الفرق الواضح بين تغطية الصحيفتين لواقعة صحية لا يختلف اثنان على خطورتها. إذ انصرفت الاتحاد لتأكيد أن الإصابة قادمة من خارج الحدود، في حين ركزت البيان في نهاية تقريرها على يقظة الجهات الصحية دون أن يطلع أي من الصحفتين الجمهور على المعلومات الكافية حول الإصابتين على سبيل الوقاية على الأقل. فهل المشكلة في المؤسسات الصحية أم في السياسات الإعلامية أم في الأمرين معا؟!