أن تقوّم مرتكبي الجرائم، في داخل السجون عبر دورات تأهيلية وتدريبية كي يخرجوا الإيجابيات التي عندهم لخدمة الوطن وعدم العودة إلى جرائمهم، أمر مهم لا يختلف عليه اثنين، لكن هل الحال نفسه مع "معتقلي الرأي"، والذين هم من أصحاب الفكر ويمتلكون أعلى الشهادات الأكاديمية.
يجري حالياً إنشاء سجن "5 نجوم" في منطقة سيح المهب في مدينة الذيد، حيث زاره الأربعاء الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على هامش تمرين "الصقر الجارح"، الذي نفذته قيادة قوات الأمن الخاصة، حيث تؤكد الوزارة أنها تبني السجن الجديد وفق أفضل المعايير العالمية "لتحقيق الرؤية الحضارية في الإصلاح والتأهيل تطبق الإدارة حزمة من البرامج التعليمية والحرفية التي يتم تطويرها بشكل مستمر لتأمين فرص العمل المناسبة للنزلاء عقب خروجهم".
ويأتي الحديث عن هذا السجن متزامناً مع سلسلة من البيانات الحقوقية الدولية التي تشير إلى أوضاع السجون في البلاد، خصوصاً فيما يتعلق بالمعتقلين على خلفية آرائهم، لا سيما وأن من بين هؤلاء المعتقلين أكاديميين حاصلين على شهادات عليا في العديد من التخصصات.
صحيفة "هفينغتون بوست" الأمريكية تحدثت عن حالات تعذيب في سجون جهاز الأمن الإماراتي بحق المعتقلين الإماراتيين، موضحة أن غياب الدور الإعلامي العالمي هو ما يتسبب في زيادة الانتهاكات.
وقال تقرير الصحيفة أنه في 6 سبتمبر من العام الماضي شوهد معتقلو الرأي في الإمارات للمرة الأولى من قبل محاميهم "بعد أسابيع من الترهيب وتأكد تعرضهم للتعذيب". وأضافت أن كل الذين حضروا من المعتقلين شعث ومشوشين التفكير، في ظل رفض القاضي أن يشرح للمحامي أسباب الاعتقال.
وأشارت إلى أن محاولات السلطة شن حملة قمع يؤدي إلى تفاقم السخط المتزايد بين المواطنين وإلى تعميق الإحباط لدى النخب المتعلمة التي تعبت من انتهاكات مختلفة للأجهزة الأمنية، حسب قولها.
وقال التقرير أن هناك شهادات موثقة عن حالات التعذيب للسجناء ويجب عدم التسامح من القادة الغربيين والعالم. وعلى القادة الغربيين أن يعرفوا أن (الماضي والمستقبل يتوقف على مثل هذه القضايا).
بالعوة إلى سجن الـ 5 نجوم"، نجد أنه سيكلف الدولة 312 مليون درهم، ويتوقع الانتهاء من تجهيزه خلال 2016، ويتميز بوجود مستشفى خاص يوفر كافة الخدمات الطبية والعلاجية للنزلاء، ومحكمة ضمن نطاق المبنى بحيث تسهل التقاضي في القضايا، وعدم نقل النزلاء من أماكن بعيدة لحضور المحاكمات، إضافة إلى عنابر للنزلاء داخل المحكمة، وكذلك مبنى للتغذية يوفر الوجبات الغذائية للنزلاء "وفق أرقى المعايير".