أكد جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تشابك الأحداث، وتطورات المشهد السياسي والأمني الراهن، ومتغيراته المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط لا تخفى على أحد، وأن المنطقة تشهد تغييرات سياسية، وتبدلات في المصالح والتحالفات، وانقسامات حادَّة في الرأي العام لدى بعض شعوبها أحياناً، وبموازاة هذا الواقع تتفاقم ظاهرة الإرهاب بكل صنوفه وجرائمه التي فاقت حدود كل تصوُّر.
وأضاف يكفي دولة الإمارات العربية المتحدة "فخراً" أنها كانت من أولى الدول التي شرعت في سنِّ قانون متكامل لمكافحة الإرهاب وجرائمه العابرة للحدود، أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في أغسطس 2014، وذلك من أجل توصيف ظاهرة الإرهاب بشتى أنواعه، وتحديد هويات منظماته، وصنوفه، وردع مرتكبيه بأقسى العقوبات القانونية.
جاء ذلك في كلمة له خلال مؤتمر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية السنوي العشرين تحت عنوان «الشرق الأوسط: تحولات الأدوار والمصالح والتحالفات» أمس (31|3).
وتابع : نتمنى من المشاركين في هذا المؤتمر إيلاء ظاهرة الإرهاب أهمية خاصة من خلال البحث المعمَّق والمناقشات المستفيضة والتوصيات، بالنظر إلى كونها من أكثر الأخطار والتحديات الكبيرة التي تهدد الأمن والسلام والتنمية والاستقرار لشعوب المنطقة والإنسانية جمعاء. وبالرغم من تشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب مؤخراً، فإننا في حقيقة الأمر لا نزال نبحث عن فرص حقيقية للانتصار على هذا التحدي، وتحجيمه، واستئصاله كلياً.
ولفت الى المخاطر الأمنية الأخرى التي تهدِّد المنطقة وشعوبها أيضاً، والتي لا تقل خطراً عن ظاهرة الإرهاب، والتي برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة التنظيمات والجماعات الفرعية التي تسعى إلى فرض نفسها بديلاً للدولة الوطنية، وباتت تستهدف الديموغرافيات السكانية لتغييرها على حساب المصالح الوطنية العليا للدولة والشعب، متزامنةً مع تنامي ظاهرة الاستقطاب الطائفي والديني في منطقة الشرق الأوسط.