في محاولة لاستعراض القوة، وإظهار الوحدة والتماسك نفذ الجيشان الأردني والإماراتي، جرت مناورة عسكرية مشتركة بالأردن الثلاثاء (25|11)، بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والأمين العام للمجلس الوطني الاماراتي سيف سلطان العرياني، وقائد الرئاسة في الإمارات، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية، حسبما أفاد الموقع الرسمي للقوات المسلحة الأردنية.
وقال الموقع، إن التمرين (المناورة) اشتمل على رمايات بالذخيرة الحية من مختلف الأسلحة، والآليات، والقتال، في المناطق المبنية، مسندة بطائرات من سلاح الجو الملكي الأردني، وطيران العمليات الخاصة، والطيران الإماراتي.
واستعرض قائد التشكيل، اجراءات تنفيذ التمرين وأهميته في تعزيز قدرات وكفاءة ومهارة المشاركين في استخدام المعدات، والأسلحة، وتطبيق مهارات الميدان باحترافية عالية، إضافة إلى مساهمته في تبادل الخبرات والمعارف العسكرية.
وبحسب مراقبين فإن المناورة العسكرية بين الأردن والإمارات تأتي في وقت تحتاج فيه الدولتان إظهار قوتهما وتماسكها فضلا عن التأكيد على الوحدة بينهم خاصة وأن كلا البلدين يشاركان بقوة في التحالف دولي الغربي – العربي الذي تقودة أمريكا لمحاربة الدولة الإسلامية المعروفة إعلاميا بـ "داعش" والذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا.
كما أن تلك المناورة العسكرية تأتي بعد أيام من إقدام السلطات الأردنية على اعتقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن زكي بني أرشيد، وذلك إرضاء للإمارات الذي انتقدها بني أرشيد بشدة في تعليقات له على صفحته الرسمية بالفيس بوك واعتبرها أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم.
واعتقل بن أرشيد من أمام مقر مركز الجماعة في العاصمة عمّان، بعد نشره تعليقًا على صفحته الخاصة على “فيسبوك”، هاجم فيه دولة الإمارات لإصدارها قائمة بـ”التنظيمات الإرهابية”، تضم 84 منظمة وهيئة منهم جماعة الإخوان المسلمين بالأردن.
ووصف بن أرشيد حكومة الإمارات بأنها «الراعي الأول للإرهاب وتفتقد لشرعية البقاء أو الاستمرار، وتنصب نفسها وصيًّا حصريًّا لمصادرة إرادة الشعوب، وتشكل اختراقًا لهوية الأمة وتدميرًا لمصالحها، وتمارس أبشع أنواع المراهقة السياسية والمقامرة الفرعونية في كازينو الأجندة الصهيونية» وفقًا لوصفه.
واعتبر أن «القيادة المتنفذة في الإمارات تقوم بدور الشرطي الأمريكي في المنطقة وبأقذر الأدوار الوظيفية خدمة للمشروع الصهيوني الماسوني، وتقف خلف كل أعمال التخريب والتدمير لمشروع الأمة، وتتآمر على قضايا الأمة».
اعتقال بن أرشيد بطريقة “بوليسية”، كما وصفته الجماعة بالأردن، بالإضافة لكونه إرضاء للإمارات فإنه يعد أيضا استفزازا للحركة الإسلامية هناك في ظل اتساع رقعة الاعتقالات ضد الإخوان في الأردن، وسط مخاوف من ارتهان الموقف الأردني الرسمي السيادي “لأي جهة خارجية” كالإمارات مثلا بحسب قول قيادات بجماعة الأخوان المسلمين بالأردن.
وعقب تصريحات نائب المراقب لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن عن الإمارات انهالت الأبواق الإعلامية المحسوبة على النظام في الأردن في كتابة قصائد مدح وشعر وتقديس في العلاقة بين الأردن والإمارات وأن رأي بني أرشيد يمثله وحده ويجب أن لايعكر صفو العلاقات بين البلدين على حد زعمهم.