كشفت الرئاسة الجزائرية عن اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تبادل خلاله الطرفان التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك، وأكدا – وفق بيان رسمي – عزمهما عقد "لقاء يجمعهما في أقرب الآجال".

 يأتي هذا الإعلان امتداداً لمكالمة سابقة بين الرئيسين في سبتمبر 2023، أشارت فيها الجزائر وأبوظبي إلى نية اللقاء قريباً، وسط مؤشرات متضاربة على احتمالية تهدئة التوترات التي ظلت تشهدها العلاقات الثنائية منذ عامين.

ويفتح الاتصال الأخير، الذي جرة يوم الإثنين، الباب أمام تساؤلات حول مدى جدية الطرفين في كسر الحواجز، خاصة بعد تصاعد الخلافات علناً مطلع 2024، عندما اتهمت الجزائر الإمارات – دون تسميتها – بـ"تصرفات عدائية" عبر بيان صادر عن المجلس الأعلى للأمن، تلاه تصريح صريح للرئيس تبون في مارس الماضي وصف فيه أبوظبي بـ"من يشعل الفتن في جوار الجزائر"، معتبراً أن "تصرفاتها غير منطقية".

وعلى الرغم من محاولة كسر الجليد سابقاً خلال قمة مجموعة السبع في يونيو 2024، حيث التُقطت صور للرئيسين في حديث جانبي، إلا أن التوتر استمر حتى اللحظة، مع تركيز الإعلام الجزائري على اتهام أبوظبي بـ"التآمر مع فرنسا والمغرب وإسرائيل".

يُعتبر الاتفاق على لقاء قريب خطوة غير مسبوقة في مسار الأزمة، لكنها تبقى محفوفة بالتحديات في ظل استمرار الخلافات الجيوسياسية، خاصة حول الملف الليبي والسوداني ودور أبوظبي في دفع دول الجوار نحو التطبيع مع "إسرائيل"، الذي تراه الجزائر تهديداً لأمنها القومي.