أثارت تصريحات سفير أبوظبي لدى الولايات المتحدة، يوسف مانع العتيبة، بشأن تأييده لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، غضبا عارما على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

وكان العتيبة، قد وضع حكومة أبوظبي في مرمى الاتهامات بشأن تبني ودعم الخطة الأمريكية، بالقول إن الولايات المتحدة تتبع نهجا "صعبا" بشأن قضية غزة، مشيرا بنفس الوقت إلى أنه لا يوجد خطة بديلة لما تم طرحه بشأن غزة حتى الآن.

وأضاف في القمة العالمية للحكومات في دبي: "كلنا في نهاية المطاف في مهمة للبحث عن حلول، لكننا لا نعرف حتى الآن إلى أين ستؤول الأمور".

وردا على سؤال عما إذا كانت الإمارات والولايات المتحدة يمكنهما إيجاد أرضية مشتركة بشأن غزة؟، قال العتيبة إن أبوظبي ستحاول إيجادها، مشيرا إلى أنه "لا يزال بإمكان البلدين إجراء محادثات والتنسيق فيما بينهما، حتى لو اختلفا بشأن قضية معينة".

ردود فعل غاضبة

تلك التصريحات المريبة للعتيبة حول قضية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وضعت أبوظبي في مرمى الاتهامات، حيث أن تلك التصريحات لم تكن عابرًا، بل جاء من قلب القمة العالمية للحكومات في دبي وأمام رؤساء دول ومسؤولين دوليين

واعتُبر الكثير من الناشطين والحقوقيين، تلك التصريحات طعنة في ظهر الفلسطينيين والإجماع العربي. 

وعلق الناشط حمد الشامسي بالقول: يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن، الذي حصل مؤخرًا على وسام زايد الثاني من الدرجة الأولى، يقول إنه لا مفر من خطة التهجير أهل غزة، ومن لديه حلاً آخر فليقدمه".

فيما قال الكاتب والإعلامي ياسر أبو هلالة، إن "العتيبة تجاهل في حديثه مبادرة السلام العربية !  لا بديل غير تهجير سكان غزة لمصر والأردن!

وأضاف "كل فلسطيني كل أردني كل مصري كل عربي .. كل أنسان يؤمن بحق البشر في الإقامة على أرضهم ويرفض الإبادة الجماعية ، يرفض هذا التصريح وهو طعنة في الظهر في غير وقتها".

من جانبه، علق ناصر بن عوض القرني، هو الآخر بالقول: "سفير الإمارات في أمريكا يوسف العتيبة: خطة ترمب بغزة صعبة ولكننا لا نرى أي بديلٍ عنها حتى الآن.

وأضاف "أول تصريح عربي يؤيد خطة ترامب بتهجير أهل غزة! هذا التصريح يخالف الموقف العربي ! من بين جميع دول العالم، لم يؤيد هذه الخطة سوى أمريكا وإسرائيل والسفير الإماراتي !

وحاول الإعلام الرسمي لأبوظبي التخفيف من وطأة التصريحات بالتأكد على موقف الإمارات استنادًا إلى بيان وزارة الخارجية، ومحاولة التقليل من تصريحات العتيبة عبر تحويلها والاحتيال عليها لتخفيف غضب الشارع العربي.

وسعى الأكاديمي عبد الخالق عبد الله إلى التخفيف من حدة التصريحات، قائلاً: أكدت الإمارات مرارا وتكرارا وفي كل مناسبة وفي كل محفل رفضها القاطع لأي اقتراح لتهجير الشعب الفلسطيني من ارضه والمساس بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف. آخر بيان اماراتي رسمي جاء في 5 فبراير 2025 ردا على افكار حمقاء لتهجير سكان غزة. واي تصريح خلاف ذلك لا يعتد به".

والثلاثاء، الماضي، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على ضرورة حل الدولتين لإحلال السلام في المنطقة.

وخلال الاتصال، أبلغ روبيو، صاحب السمو رئيس الدولة، أن حماس لا ينبغي أن تحكم غزة مرة أخرى.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن الجانبين ناقشا الأمن الإقليمي، واتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة حماس في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون.

وكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، دعواته لتهجير أهالي قطاع غزة خلال استقباله للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض.

وقال ترامب في تصريحات للصحفيين قبل عقد اجتماع مغلق مع الملك عبد الله في البيت الأبيض: "أعتقد أننا سنحصل على قطعة أرض في الأردن، وأعتقد أننا سنحصل على قطعة أرض في مصر، وقد يكون لدينا مكان آخر، ولكنني أعتقد أنه عندما ننتهي من محادثاتنا، سنحصل على مكان حيث سيعيش أهل غزة في سعادة وأمان كبيرين".