واصلت أعداد كبيرة من النازحين لليوم الثاني التدفق نحو شمال غزة سيرا على الأقدام أو في العربات عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وذلك بعد يوم شهد عودة 300 ألف فلسطيني من جنوبي ووسط القطاع.
وذكرت شبكة "الجزيرة" الإخبارية، نقلاً عن مراسلها، إن تدفق النازحين من جنوبي ووسط القطاع لم يتوقف خلال الساعات الماضية بل إنه يتزايد.
وأضاف أن تدفق النازحين باتجاه الشمال -اليوم الثلاثاء- يسير بشكل سلس وجيد جدا بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس من محور نتساريم (وسط القطاع) باتجاه المناطق الشرقية.
وأظهرت صور مباشرة ومتداولة أعدادا كبيرة من العائلات تحمل أمتعة خفيفة تسير عبر شارع الرشيد.
وتابع أن هناك عربات صغيرة تنقل الأطفال والنساء والمرضى وتصل إلى آخر نقطة وهي المنطقة المطلة على جسر وادي غزة، مشيرا إلى تجمع أعداد كبيرة في دوار النابلسي للقاء ذويهم العائدين.
ومن هذه النقطة يتوجه العائدون إلى حي الزيتون جنوبي مدينة غزة ومنه إلى أحياء المدينة الأخيرة والمناطق الشمالية للقطاع، على غرار جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
وكانت عودة النازحين -من الجنوب والوسط باتجاه الشمال- انطلقت أمس في إطار تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد قبل الماضي.
وقام مواطنون كثيرون في مناطق جنوبية ووسطى بتفكيك خيامهم لاستخدامها بالقرب من أنقاض منازلهم في الشمال.
وأثناء تدفق النازحين أمس، استهدف الطيران الإسرائيلي عربة يجرها حصان وجرافة وسط القطاع مما أسفر عن استشهاد طفلة ورجل.
وبحسب وكالة رويترز، نزح نحو 650 ألف فلسطيني من شمال غزة خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا، ولجأ مئات آلاف النازحين إلى منطقة المواصي الساحلية التي تمتد من دير البلح في وسط القطاع إلى رفح جنوبا.
وكان رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف قال إن هناك حاجة إلى 120 ألف خيمة على الأقل لإيواء النازحين في الشمال.
وقد أمضى العديد من العائدين ليلتهم في العراء شمال غزة المدمر بنسبة 80%، بحسب السلطات في القطاع.
ورغم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بمناطقهم، فإن فلسطينيين كثيرين عبروا عن فرحتهم بالعودة لبيوتهم بمناطق شمال غزة بعد أشهر طويلة من التهجير القسري.
وتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار عقب حرب إسرائيلية مدمرة على غزة استمرت 15 شهرا وأسفرت عن استشهاد أكثر من 47 ألفا وإصابة 111 ألفا.