اتهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الثلاثاء، أوكرانيا بتقديم دعم عسكري، خاصة بالطائرات المسيرة، لمقاتلي فصائل المعارضة السورية في الهجوم الواسع الذي تشنه على قوات النظام السوري وحلفائه في شمال غربي سوريا منذ الأربعاء الماضي، والذي سيطرت خلاله على مساحات واسعة، من بينها مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد.
وقال نيبينزيا في اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد في سوريا "نود لفت الانتباه خصوصا إلى وجود آثار يمكن التعرف عليها تشير إلى ضلوع المديرية الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية في تنظيم الأعمال العدائية وتزويد المقاتلين بأسلحة في شمال غربي سوريا".
وأضاف "نشير إلى تحديد هوية مدربين عسكريين أوكرانيين كانوا يدربون مقاتلي هيئة تحرير الشام على العمليات القتالية".
وزعم السفير الروسي أن "مقاتلي هيئة تحرير الشام لا يخفون حقيقة أنهم مدعومون من أوكرانيا فحسب، بل يتباهون بذلك"، متهما أوكرانيا بتزويدهم بطائرات مسيرة على وجه الخصوص.
وأضاف أن "التعاون بين الإرهابيين الأوكرانيين والسوريين المدفوعين بالكراهية لسوريا وروسيا مستمر لتجنيد مقاتلين في القوات المسلحة الأوكرانية وتنظيم هجمات ضد القوات الروسية والسورية في سوريا".
وبدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة الأربعاء الماضي هجوما عسكريا حمل اسم عملية "ردع العدوان"، هو الأوسع منذ سنوات، سيطرت خلاله على مساحات واسعة ومدن وبلدات رئيسية شمال غربي البلاد، شملت معظم مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب وعشرات القرى والبلدات في ريف حماة وباتت على مشارف مدينة حماة.
وقال حسن عبد الغني الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية" لحشود قوات النظام التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.
وتأتي الاشتباكات في المنطقة بعد أشهر من هدوء نسبي كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب الجيش السوري على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس 2020 عندما اتفقت روسيا -التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد- وتركيا، التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غرب سوريا.