الحوثيون الإماميون في اليمن هم الجناح العسكري للتنظيم الهادوي الشيعي والذي ظهر أخيراً تحت مسمى الحوثيون أو "أنصار الله" منطلقين من قواعد وأسس فكرية وعقائدية هي نفس القواعد والأسس التي قام عليها المذهب الهادوي الشيعي ذات الطابع التأويلي الاستعلائي الاستكباري.
فجماعة الحوثي تؤمن باحتكار السلطة السياسية في البطنين من أبناء الحسن بن علي أو أبناء الحسين بن علي وتحرم اليمنيين من حقوقهم السياسية وتقسم المجتمع اليمني تقسيماً طبقياً بشعاً طبقة السادة المستكبرين وطبقة العبيد المستضعفين من أبناء اليمن.
ويعد هذا خير دليل على أن الأقلية الشيعية الحوثية في اليمن ليسوا أقلية طائفية مذهبية منتقصة الحقوق كما يروجون بل هي أقلية انتقصت حقوق الأكثرية اليمنية ورفضت مبدأ المواطنة المتساوية والحقوق السياسية والاجتماعية المتساوية فحرمت أبناء اليمن من حقوقهم بل ورفضت مجرد الاعتراف بهم كمواطنين واعتبرتهم خدماً وعبيداً..
ومن خلال هذه المرجعية النظرية المذهبية يرى الحوثيون عدم شرعية النظام الجمهوري الحالي وإن كانوا ظاهرا يقولون غير هذا؛ لأن النظام الشرعي هو النظام الذي يحكمه واحد من الأئمة بحسب نظرية الإمامة في المذهب، وبسبب عدم شرعية النظام الجمهوري أعلن تنظيم الحوثيين الشيعي التمرد العسكري في صعدة كوسيلة لإسقاط النظام الجمهوري وصعود أحد الأئمة..
تنظيم الشباب المؤمن النواة الأولى للحوثيين:
تأسس منتدى الشباب المؤمن في عام 1990م كواجهة ثقافية لحزب الحق، وبدأ نشاطه في عام 1992م، وبرز من خلال الدورات الصيفية التي أقيمت، وكانت الهيئة الإدارية للمنتدى تتكون من: محمد بدر الدين الحوثي، وعبد الكريم جدبان، ومحمد سالم عزان، وغيرهم، ولم يكن حسين الحوثي من القيادات الفاعلة في المنتدى، حتى منتصف التسعينيات حين أصبح من القيادات الفاعلة بل استطاع فيما بعد السيطرة الكاملة على المنتدى، وحول المنتدى إلى منتدى عسكري مسلح.
وخلال الفترة 99 -2004م بدأ نشاط ( تنظيم الشباب المؤمن ) يأخذ طابعاً عسكرياً، إلى جانب تكثيف الدور الثقافي عبر المخيمات الصيفية، وتوسع نشاطه في أرجاء صعدة، ثم اُفتتحت العديد من الفروع في محافظات الجمهورية اليمنية؛ مع الحرص على أن تتمثل سمات هذه المرحلة ومن خلال تخطيط إيراني واضح كما يفيد مراقبون يمنيون، بالتهيئة النفسية من خلال التعبئة المستمرة بحتمية المعركة وبعمالة النظام وعدم شرعيته وفي إبراز النموذج الخميني كنموذج وحيد للعزة والخلاص، إلى جوار التهيئة القتالية من خلال إبراز مظاهر القوة والكثرة في أعياد عاشوراء والغدير الشيعية، والتي لم تكن معروفة عند اليمنيين قبل ذلك، وكذا إلهاب الحماس الثوري والدعوة إلى شراء الأسلحة.
شعر النظام الحاكم في اليمن بأن هناك جهات خارجية وراء هذا التحرك المنظم، وجاء هذا بالتزامن مع حديث من بعض المصادر عن وصول مخطط حوثي إلى القيادة السياسية في وقت مبكر، نتيجة معلومات استخباراتية محلية وخارجية، جعل الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالسعي إلى إقامة ثيوقراطية (حكومة دينية) شيعية في صعدة، وإلى إحياء الإمامة الزيدية.
وبحسب التقرير الاستراتيجي اليمني للعام 2005م ، فقد ترعرع تنظيم الشباب المؤمن بدعم من السلطة وبرعاية منها، نكاية ببعض الأحزاب والتنظيمات السياسية – الإصلاح مثلاً - بعيداً عن إطار شرعية التعددية السياسية والحزبية، وذلك لتحقيق أهداف مخالفة للدستور والقانون.
نظرة عامة على محافظة صعدة معقل التمرد:
تعد محافظة صعدة الواقعة في شمال الشمال اليمني هي النواة الأولى لنشوء الحركة الحوثية بشكلها الحالي منها أعلنت تمردها على النظام الجمهوري والسلطة المركزية وخاضت الدولة فيها 6 حروب ضد التمرد الحوثي وسيطر الحوثيين على صعدة بالكامل في العام 2011 مع اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام علي عبدالله صالح في فبراير العام 2011مستغلة انشغال النظام الحاكم حينها بمواجهة الثورة الشعبية والانقسام الذي حصل يومها في صفوف الجيش، واختارها الحوثيون لتكون منطلقا لتمردهم على الدولة اليمنية والتوسع منها لبقية محافظات اليمن دون غيرها؛ لأن صعدة من الناحية السياسية تعد من أهم المحافظات اليمنية كونها تقع على طول الحدود الشمالية مع المملكة العربية السعودية، فهي بوابة اليمن لدول الجوار، خصوصا الجارة السعودية، كما أن السلفيين المتواجدين في صعدة حينها وقبل أن يقوم الحوثيون بتهجيرهم في العام الحالي 2014 كانوا يمثلون امتداداً للحركة الوهابية المنتشرة في دول الخليج والسعودية خصوصا، والتي تعد خصماً تاريخياً ومذهبياً لإيران الداعم الرئيس للحوثيين، الأمر الذي يجعل من صعدة منطقة صراع إقليمي بين الطرفيين إيران والسعودية، إضافة إلى كونها تعاني من تخلف تنموي، ولا تحصل إلا على النزر اليسير في مجال الخدمات المدنية، وكانت تاريخيا تعد معقلاً للأئمة الذين حكموا اليمن قرابة ألف عام حتى أزاحتهم ثورة الـ26من سبتمبر عام 1962م.
الحوثيون والحروب الست:
خاضت جماعة الحوثي ستة حروب مع الدولة, واستطاعت بفعل المؤامرات التي كانت تحاك ضد اليمن ومؤسساته العسكرية بين الحوثي ونظام المخلوع (صالح) أن تبسط نفوذها على محافظة صعدة وبعض المديريات المجاورة لها من عمران وحجة والجوف, لتتحول محافظة صعدة إلى إقطاعية تحت تصرف زعيم الحوثيين, مع تقاطر الدعم الإيراني عليهم بالأموال والسلاح, مستغلين ضعف الدولة وعدم قدرتها على بسط سيطرتها على كامل ترابها الوطني.
خرج الحوثيون من الحروب الستة مع الحكومة وهم يشعرون بنشوة النصر وقدرتهم على التوسع والتمدد, اندلع الصراع في صعدة في ست جولات مختلفة كانت الأولى في يونيو 2004م بينما انتهت الأخيرة في فبراير 2010م بوساطة قطرية، وجراء تلك الحروب الست، كانت الخسارة الإنسانية كبيرة، فقد فيها عشرات الألاف من القتلى، وأدَّت إلى نزوح أكثر من (250) ألف شخص في صعدة، وعمران، وحجة، وصنعاء، بحسب بعض التقارير، معظمهم خلال الجولة الأخيرة من القتال، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية، فوفقاً لبعض التقديرات، فقد أنفقت الحكومة المركزية أكثر من مليار دولار من احتياطي العملة الصعبة خلال الجولة السادسة من القتال، وهذا الرقم لا يشمل الدعم المقدم من المملكة السعودية وبلدان أخرى...
الحوثيون والثورة الشبابية:
ومع اندلاع الثورة الشبابية في اليمن في فبراير 2011 المطالبة بإسقاط النظام, وبناء يمن جديد تسوده الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية, ركبت جماعة الحوثي موجة الثورة وذلك من باب المسايرة للأغلبية الشعبية التي كانت ترى في الثورة بأنها تمثل بالنسبة لها بوابة عبور إلى مستقبل واعد, لكن ومع مرور الأيام بدأت الحقائق تتكشف أكثر وأكثر عن حقيقة الحوثيين وموقفهم الغريب والمتناقض من الثورة, فلم تكن الساحات بالنسبة لهم سوى مركزاً للاستقطاب وشراء الولاءات الهزيلة والضعيفة, مستغلين العوز وقلة ذات اليد التي يعاني منها أغلب أبناء اليمن يغذي هذه السياسة الدعم الوفير المتدفق عليهم من قبل نظام طهران, ومن قبل نظام المخلوع (صالح) الذي كان وما زال يرى في حركة الحوثي بأنها تمثل بالنسبة له حليفا استراتيجياً يعمل من خلالها على شق الصف الثوري وتنفيذ الأجندة والسياسات الخاصة بهما والمرسومة سلفا بحسب الكثير من اليمنيين.
كانت الثورة بالنسبة للحوثيين فرصة ذهبية تم استغلالها للخروج من العزلة والحصار الذي كان مفروضا عليهم من نظام (صالح) ولمد النفوذ وزيادة التوسع وبسط سطوتهم على محافظات جديدة من اليمن مستغلين انشغال الناس بالهدف الجامع المتمثل بإسقاط النظام.
الحوثيون والحوار الوطني:
جاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن في مرحلة فاصلة وفارقة في تحديد مسار ومستقبل اليمن الجديد، واعتبره يمنيون كثيرون بأنه يعد الضمان الوحيد للعبور إلى الدولة المدنية الحديثة، وتحقيق العدل والمساواة والإنصاف للجميع، لتعلن جماعة الحوثي مشاركتها في الحوار الوطني ومنحت قرابة 40 عضواً في مؤتمر الحوار، الأمر الذي قرأه مراقبون حينها بأنه يعد مؤشر جيد بغض النظر عن النوايا المبطنة من وراء ذلك فعسى أن يكون مشاركة جماعة الحوثي في الحوار نهاية لمشروعها الطائفي المدمر القائم على منهج القوة والعنف وبداية لانخراطها في المسار السياسي المدني السلمي؛ لكن أخرون حذروا من أن جماعة الحوثي لا وجود للحوار أصلاً في فكرها ولا في أيدولوجيتها التي تنطلق من خلالها والقائمة أساساً على منطق القوة والعنف, وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تكتيك مرحلي، واستراحة محارب لجأت إليه جماعة الحوثي خاصة بعد تلقيها صفعات قاسية على أيدي رجال القبائل اليمنية الموالية للثورة في محافظات كحجة وعمران والجوف.
وشدد سياسيون يمنيون حينها أن على الحوثيين إدراك أن الدخول للسياسة من بوابة المذهب نوع من الجهل بالواقع، واللاوعي السياسي بطبيعة المرحلة كما أن الدخول من بوابة إيران نوع من الخيانة الوطنية والعمالة الخارجية وهدر لدماء الشهداء وتضحيات الثوار.
ما بعد مؤتمر الحوار الوطني في اليمن:
استغل الحوثيون غطاء مشاركتهم في الحوار الوطني وبغطاء إقليمي ودولي فقاموا بتهجير جماعي للسلفيين من دماج في صعدة في أسوأ عملية تهجير جماعي في تاريخ اليمن الحديث، ثم اجتاحوا قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية وبعدها محافظة عمران البوابة الشمالية للعاصمة فاستولوا على اللواء 310 مدرع في الجيش اليمني وقتلوا قائده العميد حميد القشيبي الذي تصدى لهم ورفض الاعتراف بمشروعهم، وأشعلوا حربا في الجوف النفطية شرق اليمن، وواصلوا زحفهم فأسقطوا العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي، ليتوسعوا بعدها في محافظات الشمال اليمني دون مقاومة تذكر من وحدات وألوية الجيش اليمني المتواجدة وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول التواطؤ المحلي والإقليمي الذي سهل للحوثيين كل هذا التوسع، والذي كان يهدف لضرب حزب الإصلاح الإسلامي السني (الإخوان المسلمين) وإضعافه حتى يتسنى لنظام المخلوع (صالح) الذي أطاحت به الثورة العودة الحكم ولكن من بوابة (الحوثيين)، والذي يرى في حزب الإصلاح بأنه الخصم الرئيس الذي أزاحه عن السلطة، وبدأ ذلك واضحاً وجلياً من خلال الدعم المالي والإعلامي والسياسي والعسكري الذي قدمه صالح وحزبه للحوثيين، إضافة إلى الدور الذي لعبه نجله (أحمد علي صالح) السفير اليمني في الإمارات من خلال إبرام صفقة مع الحوثيين سهلت لهم اجتياح صنعاء وفقاً لتقارير استخباراتية غربية، لكن حزب الإصلاح فهم اللعبة وعرف أطرافها المحليين والإقليميين والدوليين فآثر الانسحاب مفوتا على خصومه ما كانوا يرومون أن يوصلوه إليه وقد يقع خصومه أنفسهم في الفخ الذي نصبوه له في القريب العاجل بسبب تباين مشروعهم عن مشروع الحوثيين.
الحوثيون والدعم الإيراني:
إن بصمات الفكر الإيراني الاثني عشري بارزة وواضحة في الفكر الحوثي، فقد غاب الفكر الزيدي المعتدل من الجانب الثقافي والتنظيري، وكذلك من السلوك العملي للحوثيين، وحل محله الفكر الإيراني والسلوك الاثني عشري.
وتتجلى العلاقة الإيرانية الحوثية أكثر في اليمن من خلال التبادل الثقافي، وكذا الدعم المالي والدبلوماسي، والعسكري واللوجستي غير المنقطع قبل، وخلال، وبعد الحروب الست وأسفر عن وجهه أكثر وبشكل علني خلال عامي 2013 - 2014.
ولا يخفي الحوثيين ارتباطهم الفكري والعسكري والمالي بإيران وخاصة في الفترة الأخيرة، كما أن الإيرانيين أنفسهم باتوا يعترفون بذلك ويتباهون به في أكثر من مناسبة، ومعروف لدى الجميع سفن الأسلحة الإيرانية ومنها سفينة "جيهان" التي استولت عليها الحكومة اليمنية واحتجزت طاقمها الذي أطلقه الحوثيون مؤخراً بعد اجتياحهم المسلح لصنعاء.
ويتخذ الحوثيون من العداء للولايات المتحدة وإسرائيل واليهود عنوانا لشعاراتهم السياسية، كما تهيمن القضية الفلسطينية على خطابات زعيمهم عبد الملك الحوثي، مجاراة لمنهج الخميني والسياسة الإيرانية في هذا المجال، كما يبدو جليا تأثر الحوثيين بأسلوب "حزب الله" في التواصل الإعلامي والشعبي.
وظهر الدور الإيراني كذلك من خلال تصدير الثورة الإيرانية والشعارات الدينية إلى اليمن (الغدير – كربلاء– التربة الحسينية - الكتب المجانية الإمامية- شعار الصرخة)، إلى جوار تسجيل بعثات دورية بشكل أسبوعي ونصف شهري إلى إيران، للحصول على التدريبات العسكرية ودورات في الجانب الفكري، وبرز الدعم المادي والعسكري الإيراني في الحروب الست والثورة اليمنية واجتياح الحوثيين العسكري لمحافظات يمنية كثيرة.
الحوثيون والفرز الطائفي والمذهبي:
مارست جماعة الحوثي منذ ظهورها أسلوب العنف واستخدام السلاح ولغة القوة في تعاملها مع خصومها المذهبيين والفكريين، كما عملت جاهدة على استدعاء التاريخ واستحضار الماضي القديم واجترار المظلوميات التاريخية في صراعات لا ناقة لليمنيين فيها ولا جمل.
وكان من أهم ما ساهم في تعميق حالة الفرز الطائفي والمذهبي الذي مارسه الحوثيون في اليمن استهدافهم لمساجد من يختلفون معهم فكرياً (أهل السنة) إضافة إلى دور الحديث ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، فبعد اجتياحهم صنعاء رصد تقرير حقوقي أولي أن الحوثيين سيطروا على قرابة 35 مسجداً وقاموا بتغيير أئمتها وخطباءها ومؤذنيها ممن لا يؤمنون بفكرهم المذهبي ولا يدينون لهم بأي ولاء.
وكانت إحصائية صدرت في وقت سابق أفادت أن الجوامع ودور القرآن الكريم التي فجرها مسلحو الحوثي، في قبيلة حاشد اليمنية بلغت قرابة 20 مسجدا وداراً للقرآن كريم كانت تابعة لخصومهم ومن يختلفون معهم فكريا، إضافة إلى 5 مساجد ودور تحفيظ قرآن في مديرية همدان صنعاء ومحافظة الجوف شرق اليمن، إضافة إلى تفجير مسجد ودار الحديث في كتاف بصعدة تابع للتيار السلفي، ودار عاهم كشر في حجة شمال اليمن قصفوه بالأسلحة الثقيلة، واقتحموا المركز وعبثوا بكل محتوياته، كما قاموا الحوثيون بإحراق 3000 نسخة من المصحف الشريف، وشوهدت المئات من المصاحب التي كانت بكل غرفة ومرفق من مرافق الدار ممزقة على الأرض.
إلى جوار استهداف الحوثيين للمساجد ودور القرآن قيامهم بنسف بيوت المخالفين لهم فكريا وهي بالعشرات وفقا لتقارير حقوقية يمنية ودولية.
عقيدة الحوثيين في تدمير المساجد:
لماذا يعادي الحوثيون الحياة؟ لماذا ترتفع أصواتهم منادية بالموت لا بالحياة، بالتدمير لا بالتعمير، بالتقاتل لا بالتعايش، بالتمييز العرقي السلالي لا بالمساواة؟!! هكذا يتساءل الكثير من اليمنيين؟؟.
فقد عمل الحوثيون في كل المناطق التي احتلوها على احتلال المساجد وعدم تحييدها أو احترامها واحترام التعدد المذهبي في اليمن، وقاموا بإلصاق ورسم شعاراتهم في جدران المساجد من الداخل والخارج، ولم يتذكروا أن هذه المساجد هي بيوت الله ينبغي أن تطهر وتعظم ولا تكون مأوى للعن والتحريض على الكراهية.
وفي هذا الصدد يؤكد مراقبون يمنيون أنه من خلال يقوم به الحوثيون من تدمير المساجد والمدارس في المناطق التي يحتلونها، تتضح دوافع وأسباب هذه الأعمال الشنيعة؛ حيث أن أهدافهم هي طمس كل شيء له صلة بتعليم القرآن والسنة على الطريقة السنية، وتمحي كل شيء له علاقة بذلك.
ويشيرون إلى أن الثقافة الحوثية هي شيعية بامتياز فهم يقومون بتقليد الحركة الصفوية في إيران التي نشأت في القرن العاشر الهجري فطمست كل شيء له علاقة بالسنة في حملة تطهير وتشييع منقطعة النظير..
ويوضحون أن الحوثيين يدركون، ومن قبلهم الشيعة المتعصبون، أن أمثال هذه المدارس هي التي تعلم العلم وتصنع الأجيال المتبصرة، وبالتالي لا يسهل عليهم اقتيادها من جانبهم، فهي تفضل أن تكون البيئة المحيطة بها بيئة جاهلة تخضع للحركة ولا تقاومها، وبالتالي فإن تركيزهم على الجانب العسكري لهذه الحركة طغى على الجانب الفكري التعليمي. ولم تكن الحركة الحوثية إلا وارثة لمثل هذا الفكر التدميري من الآباء المؤسسين الذين حاولوا تدمير كل المعالم الإسلامية سابقاً، كما سيأتي لاحقاً.
الحوثيون سجل حافل في انتهاكات حقوق الإنسان:
كشف تقرير هام لمنظمة وثاق الحقوقية في اليمن صدر في 5/11/ 2012م عن تسجيل (13905) انتهاكاً تعرض لها مدنيون في محافظتي صعدة وحجة على يد جماعة الحوثيين، بينها 655 حالة قتل ارتكبها الحوثيون ، بينهم 59 طفلاً و 48 أمرأة.
وأكد التقرير لصادر عن منظمة "وثاق للتوجه المدني أن جماعة الحوثيين المسلحة ارتكبت نحو 9039 انتهاكا في صعدة، و4866 انتهاكا من الحوثيين في محافظة حجة..
وبلغ عدد الأطفال الذين قُتلوا برصاص الحوثيين مباشرة 59 طفلا، أغلبهم بدوافع انتقامية، علاوة عن مقتل 48 امرأة. وأشار التقرير إلى وجود أسر تم قتلها بشكل جماعي من قبل مسلحي الحوثي ..
وخلال جولات الحرب الست، قال التقرير إن الحوثيين قتلوا 531 مدنيا في صعدة، وهي المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين الذين تتهمهم الحكومة بتلقي دعم مالي وعسكري وإعلامي من قبل إيران. وأكد التقرير أن الحوثيين هجروا 5300 شخص من منازلهم ، وتم الاستيلاء على مزارعهم ، وكل أملاكهم، وأنهم يمتلكون 36 سجنا في 7 مديريات من مديريات صعدة الخاضعة لسيطرتهم..
وبعد اجتياحهم لصنعاء في الـ 21 من سبتمبر الماضي كشف تقريراً حقوقي أولي عن انتهاكات جسيمة وفاضحة ارتكبتها جماعة الحوثي المسلحة بحق مدنيين وعسكرين خلال اجتياحها للعاصمة صنعاء، حيث سرد التقرير إحصائيات وأرقام تؤكد قيام جماعة الحوثي باقتحام ونهب 62 منزلاً سكنياً و 35 مسجداً و 29 مقاراً حزبياً و 26 مؤسسة تعليمية حكومية وخاصة و 25 مؤسسة مدنية وعسكرية تابعة للدولة في العاصمة صنعاء وذلك خلال الفترة من 16 – 30 سبتمبر 2014م.
وأشار تقرير صادر عن "مركز صنعاء للإعلام الحقوقي" في إحصائيات سماها بالأولية إلى تعرض 15 منظمة مجتمع مدني، و 8 مؤسسات إعلامية بأمانة العاصمة للنهب والسطو المسلح من قبل ميليشيات الحوثي بالإضافة إلى 5 مرافق صحية و 4 مساكن طلابية وناديين رياضيين تم مداهمتها ونهب بعض محتوياتها.
وكان فريق حقوقي وإعلامي تابع لمركز صنعاء قد زار ميدانياً مناطق وأحياء المواجهات شمال صنعاء ووثق شهادات وشكاوى السكان الضحايا في "قرية القابل، حي شملان، حي مذبح، شارع الثلاثين، حي النهضة، حي صوفان، حي الأندلس، حي الأعناب".
وقال التقرير أن معظم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي المسلحة غلب عليها النزعة الانتقامية داعياً الهيئات والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى القيام بدورها في رصد وتوثيق جرائم وانتهاكات جماعة الحوثي المسلحة في العاصمة صنعاء.
من جانبها مؤسسة "حريّة" للحقوق والحريّات والتطوير الإعلامي، أفادت أنها رصدت 52 حالة انتهاكٍ ضدّ الإعلام المحلي والدولي في اليمن، وذلك خلال الشهر الأول لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء.