قضت محكمة أمريكية بالسجن 20 شهراً على رجل أعمال ومستشار سابق، يحمل الجنسيتين اللبنانية والأمريكية، لدوره في تحويل ما لا يقل عن 3.5 مليون دولار من الإمارات إلى الولايات المتحدة لدعم حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانتخابية.

وذكرت وزارة العدل الأمريكية في بيان أنه حُكم الأسبوع الماضي على جورج نادر، الذي عمل مستشاراً لكبار المسؤولين في حكومة الإمارات خلال الحملة الانتخابية لترامب، بالسجن عاماً وثمانية أشهر إضافيين.

وجورج نادر مسجون في الولايات المتحدة منذ 2019 بتهمة حيازة "مواد إباحية لأطفال"، قبل أن تقضي عليه المحكمة الفيدرالية بمدينة الإسكندرية التابعة لولاية فرجينيا، في يونيو 2020، بالسجن 10 سنوات بعد إدانته بـ"حيازة مواد إباحية لأطفال، والاتجار بالجنس، واعترافه بنقل طفل في الرابعة عشرة من عمره، من التشيك إلى الولايات المتحدة بقصد ممارسة الجنس معه، وذلك عام 2000".

وخُففت العقوبة لاحقاً إلى خمس سنوات.

وجاء في بيان وزارة العدل الأمريكية الأخير أن "نادر تآمر مع المدعى عليه أحمد "آندي" خواجة لتحويل 4.9 مليون دولار لتسهيل المساهمات غير القانونية للجان السياسية من أجل الوصول والتأثير مع المرشح الذي كان آنذاك رئيساً للولايات المتحدة وآخرين فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016".

وأضافت أن "شركة نادر في الإمارات قامت بتحويل الأموال إلى شركة خواجة في الولايات المتحدة تحت غطاء صفقة تجارية خاصة. وقد أبرم نادر وخواجة اتفاقية ترخيص مزورة نيابة عن شركتيهما لإخفاء تحويل أموال بملايين الدولارات كمعاملة تجارية مشروعة تتضمن نقل برنامج من شركة خواجة إلى شركة نادر".

ولفت البيان إلى أن "نادر وخواجة قاما بإخفاء المخطط من خلال التواصل خلسة من خلال نظام مراسلة مشفر بلغة مشفرة حول تحويل الأموال واستضافتها وحضورها لجمع التبرعات والأحداث المتعلقة بالحملة".

التواصل مع أبوظبي

وأضافت وزارة العدل الأمريكية أن نادر استخدم نفس نظام المراسلة المشفر لإبلاغ المسؤولين الإماراتيين بأنشطته السياسية في الولايات المتحدة.

على سبيل المثال، في 7 يونيو 2016 أو نحو ذلك التاريخ، أبلغ نادر مسؤولاً رفيع المستوى في حكومة الإمارات عبر نظام مراسلة مشفّر أنه "عقد اجتماعاً رائعاً مع الأخت الكبرى.. ستكون في غاية السعادة!". وفي 29 يونيو 2016 أو نحو ذلك التاريخ، أبلغ نادر المسؤول الإماراتي نفسه: "سارت الأمور على ما يرام مع السيدة الكبيرة".

وفي 27 يوليو 2016، تابع نادر مع المسؤول نفسه: "أنا أتابع الشخصيات الرئيسية في كلا المعسكرين وأقوم بتطوير علاقة ثابتة ومتسقة وبناءة مع كلا المعسكرين!"، وفقاً للبيان.

ومُجملاً، استخدم نادر وخواجة ما لا يقل عن 3.5 مليون دولار من أموال الإمارات لتقديم مساهمات غير قانونية للجان السياسية المطمئنة في الولايات المتحدة، مما دفع اللجان السياسية إلى تقديم بيانات وتقارير كاذبة مادياً إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية.

بعد انتخابات عام 2016، قدم خواجة، من خلال شركته، مساهمة قدرها مليون دولار في اللجنة الافتتاحية غير المقصودة للرئيس الأمريكي المنتخب حينها دونالد ترامب، ليحصل خواجة بسبب هذه المساهمة على تذاكر حفل تنصيب الرئاسة الأمريكية في يناير 2017، واستخدم خواجة التذاكر لحضور الافتتاح مع نادر كضيف معه.

وفي ديسمبر 2019، تم توجيه لائحة اتهام لخواجة لدوره في المخطط. يقضي نادر حاليًا عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهم غير ذات صلة في المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا وسيبدأ في قضاء العقوبة التي حصل عليها اليوم في نهاية فترة الخمس سنوات.