كشفت مجلة "نيتشر" العلمية أن المؤسسات البحثية في المملكة العربية السعودية تتلاعب بتصنيفات الجامعات العالمية من خلال تشجيع كبار الباحثين على تغيير انتماءاتهم الرئيسية من أجل تحسين تصنيف جامعاتها.
وقالت المجلة إن السعودية تغري بعض الباحثين البارزين، أحيانا عبر المال وغالبا بعرض التزامات ضئيلة عليهم، مقابل تغيير انتماءاتهم الرئيسية لجامعات سعودية.
وبينت المجلة أن السعودية كانت تهدف من خلال هذه التحركات لتحسين تصنيف جامعاتها الدولي لتدخل ضمن أفضل 150 جامعة في العالم.
نقلت المجلة عن تقرير نشرته مجموعة "SIRIS Academic" الاستشارية للتعليم العالي والبحث مقرها في برشلونة، وأفاد بأن العشرات من الباحثين الأكثر شهرة في العالم حولوا انتماءاتهم الأساسية إلى جامعات سعودية خلال العقد الماضي، أي أصبحوا محسوبين على تلك الجامعات مما يرفع أسهمها عالميا.
أدى ذلك إلى تعزيز مكانة المؤسسات العلمية السعودية في جداول تصنيف الجامعات العالمية، والتي تأخذ بنظر الاعتبار تأثيرات الاستشهاد بباحثي المؤسسة، وفقا للمجلة.
وجد التقرير أن عدد الباحثين المصنفين عالميا والذين ينتمون لمؤسسات علمية سعودية ارتفع من 27 إلى 109 بين عامي 2014 و2022.
يعمل هؤلاء الباحثون في مجموعة من التخصصات، والعديد منهم لهم ارتباطات ثانوية في بلدان مثل إسبانيا والصين والمملكة المتحدة وألمانيا والهند، بحسب التقرير.
يشير التقرير إلى أن هذه المعطيات تبين أن هناك أمرا غير عادي يحصل في السعودية إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أنه في عام 2022 على سبيل المثال، كان 0.44 في المئة من باحثيها مصنفين، مقارنة بـ 0.19 في المئة من العلماء الأميركيين و0.08 في المئة من الباحثين الألمان.
وبينت مجلة "نيتشر" أنه ومنذ أوائل عام 2010، أفاد باحثون بارزون في جميع أنحاء العالم بأن الجامعات السعودية تواصلت معهم وقدمت لهم عروضا نقدية مقابل تحويل انتماءاتهم.
من بين هؤلاء الباحثة في المعهد الكتالوني لأبحاث المياه في جيرونا بإسبانيا ميرا بتروفيتش والتي أكدت أنها تلقت بعد فترة وجيزة من ظهورها على قائمة تصنيف عالمية في عام 2018، بريدا إلكترونيا من جامعة الملك سعود يدعوها للتعاون.
تنقل المجلة عن بتروفيتش القول: "اعتقدت أنهم يريدون اقتراح تعاون حقيقي، ولكن بعد أن استمريت في التواصل معهم، تلقيت بريد إلكتروني يطلب مني بصراحة تغيير انتمائي مقابل المال".
يقول البريد الإلكتروني، وفقا لبتروفيتش، إن "انتمائك الأساسي يجب أن يكون هو جامعة الملك سعود، وبمجرد عمل ذلك سوف تتلقين 70 ألف يورو".
وتؤكد الباحثة في المعهد الكتالوني أنها رفضت العرض السعودي مباشرة لأنه "كان خاليا من أي محتوى أكاديمي".
ولم ترد وزارة التعليم السعودية أو مركز التواصل الحكومي على طلبات أرسلها موقع "الحرة" الأمريكي للتعليق.