أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الخميس، قيام أبوظبي بتحذير المتحدثين في "القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي 2023" في مارس الماضي، من الانتقاد أو الاحتجاج، وفقا لتحقيق أجرته مؤخرا "فايننشال تايمز".
واعتبرت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان، في بيان لها، أن التحذير "بمثابة رسالة تخويف نظرا إلى أن الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (كوب 28) نهاية هذا العام".
وقالت إن تحذير المتحدثين هو تذكير صارخ بسياسة عدم التسامح المطلق التي تنتهجها حكومة الإمارات تجاه الانتقاد. مشيرة إلى أن أبوظبي نفذت منذ 2011، هجوما متواصلا على حرية التعبير وتكوين الجمعيات، فاعتقلت وحاكمت عشرات المحامين، والقضاة، والأساتذة، والطلاب، والنشطاء المستقلين، منهم المدافع الحقوقي الإماراتي البارز أحمد منصور.
وأغلقت الحكومة جمعيات مجتمع مدني رئيسية، ويحظر القانون فعليا الاحتجاجات. وفي أواخر 2021، أُدخلت تغييرات قانونية واسعة زادت القمع، وفقا للبيان.
وأشارت إلى أن متحدثاً باسم الإمارات أجاب عند سؤاله عما إذا كان انتقاد سياسات الحكومة أو أعمالها التجارية، بما يشمل الاحتجاج، سيكون مسموحا خلال كوب 28، أن المنظمين سيضمنون "وجود مساحات آمنة تُسمَع فيها جميع الأصوات".
لكن المنظمة ترى أنه من الصعب تصوّر شعور أي مشارك بالاطمئنان من هذا البيان نظرا لتفشي استخدام المراقبة الرقمية وتوسّع عدم تسامح الإمارات المُطلق مع الانتقادات ليصل إلى سَجن الأجانب الذين يقيمون أو يزورون الإمارات.
"وبخلاف المخاطر التي تهدد المشاركين في كوب 28، قد تكون هناك تداعيات أوسع لمن يأملون في الدعوة إلى اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة وطموحة. نشر تقارير عن أضرار الوقود الأحفوري على الصحة والمناخ في الإمارات، إحدى أكبر منتجي النفط في العالم والتي تُوسع عملياتها، قد يكون أمرا خطيرا بالنسبة للراغبين بإجراء البحوث أو الذين يجرؤون على التحدث. يخلق ذلك مناخا يُنذِر بالسوء لمنظمات المجتمع المدني التي تضطلع بدور حاسم في دعوة الحكومات والشركات التي تتطلع إلى تقويض جهود معالجة أزمة المناخ من خلال تمييع نتائج كوب 28"، وفقا للبيان.
وردا على هذه المخاوف؛ أكدت "أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ"، التي تساعد في تنظيم كوب 28 تحت رعاية "الأمم المتحدة"، على أهمية المشاركة العامة لنجاح المؤتمرات المناخية. ما لم تجعل الأمم المتحدة والحكومات هذا أولوية وتُطالب الإمارات بتخفيف قبضتها على الحيّز المدني ودعم الحقوق، هناك خطر حقيقي بأن يلتزم العديد من المشاركين الصمت في كوب 28 بشأن القضايا الحاسمة. قد يكون أثر ذلك كارثيا على نجاح القمة وهدفها المعلن المتمثل في تقديم حلول لأزمة مناخية ملحة بازدياد.