اعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة اليوم الإثنين مبلغ 61 مليون درهم لتعويض من تأثرت أملاكهم بمشروع ترميم وصيانة "سور خورفكان".
كما اعتمد سموه مسميات جديدة لبعض الضواحي والأحياء في مدينة خورفكان تشمل ضاحية "العوّين".
أعلن ذلك الإعلامي محمد خلف، عبر برنامج "الخط المباشر" من أثير إذاعة وتليفزيون الشارقة، موضحاً أن التعويض السامي يستهدف 35 قطعة أرض متأثرة.
وكان سور خورفكان، شاهداً على صمود أهالي خورفكان، في وجه الغزو البرتغالي بقيادة القائد أفونسو دلبوكيرك، في حملته الأولى عام 1506؛ حيث رفضوا الاستسلام. ومع مرور الزمن وتغير الأحوال، اندثر السور التاريخي، ولكن ظل ذكره وارداً في روايات الرحالة والغزاة وأهالي المنطقة.
واستطاع صاحب السموّ حاكم الشارقة، أن يربط الدلائل المستقاة من كتب التاريخ، وروايات الأهالي، ليشير إلى المواقع المحتملة لوجود آثار السور، ووجّه دائرة التخطيط والمساحة، بالإشراف على عمليات البحث عن السور، التي عقدت اتفاقية مع هيئة الشارقة للآثار، أوفدت بموجبها بعثة يابانية متخصصة، كانت قد عملت في الجزء القديم من مدينة خورفكان في التسعينات.
وبدأت البعثة عملها اعتماداً على المعلومات التاريخية بالبحث عن السور في المواقع المحتملة، فيما هيّأت دائرة التخطيط والمساحة المواقع للتنقيب ودعم البعثة للوصول إلى مبتغاها. كما قدم فريق التراث العمراني في الدائرة المعلومات التي تساعد على الوصول إلى فهم أولي لموقع السور، إلى أن تكللت الجهود بالنجاح، وعثر على أول جزء منه، بموازاة المقبرة والجبال.
ويمتد هذا الجزء نحو مئة متر، ويصل عرض السور فيه إلى متر ونصف المتر، كما يضم منشأة مربعة قد تكون برجاً دفاعياً أو غرفة للحرس أو بوابة كما تشير الوثائق التاريخية.
وواصلت البعثة عملها للعثور على الأجزاء الأخرى من الجبل، لأن الوثائق التاريخية كانت تشير إلى أن السور لا يوازي الجبل فقط، وإنما يلتف باتجاه البحر. وكشفت في زيارتها الثانية جزء السور الممتد نحو البحر الذي يضمّ قاعدة مربعة أيضاً قد تكون برجاً، أو بوابة، أو غرفة. وفي زيارتها الثالثة اكتشفت جزءاً من السور يميل باتجاه الجبل، وقد يلتقي هذا الجزء في نهايته بالجبل، ليشكل معه تحصيناً للمدينة القديمة. وداخل منطقة السور اكتشفت بيوت من القرن الخامس عشر، في دليل مبدئي على تاريخ السور.