أعرب عدد واسع من المواطنين الإماراتيين عن امتعاضهم الشديد، من وضع كرة القدم الإماراتية، وذلك بالتزامن مع فعاليات مباريات كأس العالم في قطر، خصوصاً بعد تألق المنتخبات العربية في ظل غياب الأبيض الإماراتي وتعثره عن الوصول للنهائيات على الرغم من الإمكانيات والأموال الباهظة التي تصرف على الرياضة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وجه عدد من المواطنين انتقادات واسعة لمنتخبنا الوطني "الأبيض" من خلال الإشارة إليه عبر مصطلح "بنما"، كوسيلة امتعاض أخرى من مساءلة أجهزة أمن الدولة التي ضيقت الخناق على الناس حتى في المساحة الرياضية التي كانت متنفسا للناس فيما مضى.

على منصة تويتر"، نشر المغرد محمد سلطان الزعابي فيديو قصير لمدرب المنتخب السعودي الفرنسي هيرفي رينارد، وهو يوجه تعليماته الخاصة للاعبي المنتخب السعودي بغضب شديد.

وعلق الزعابي على الفيديو المرفق بالقول: "لو صرّخ المدرب على لاعبي منتخب بنما (إشارة لمنتخب الإمارات) بهذه الطريقة عادي تنجرح مشاعرهم وتتعب نفسيتهم وبيحفرون للمدرب وبيقولون ما نباه وما بنلعب خلاص يا نحن يا المدرب".

وعلق باظفاري ساخراً: " لعيبة بنما....يبالهم عصى".

فهد الحمادي، علق من جانبه، بالقول: "أنا ضد لوم اللاعبين في منظومة سيئة ومتهالكة مثل منظومتنا الرياضية، آخر حد ألومه هم اللاعبين.. مثال صغير كيف تعاملت الأندية مع إيقاف لعيبتهم من المنتخب".

من جانبه، قال مسؤول قسم الاتصال المؤسسي في نادي العين الرياضي الحاج عبيد الظاهري، إن "المنتخب السعودي منذ 1994 وهو يشارك في كأس العالم (6) مرات مع أجيال مختلفة وكأنهم (سلسلة) تنتهي حلقه وتشبك في الأخرى".

وتساءل الظاهري في هذا الشأن قائلاً: "لماذا ما عندنا سلسلة من الأجيال؟ لماذا نعصر الجيل حتى ينشف ولا تبقى قطرة لجيل جديد؟ ألعابنا (الجماعية) تحتاج خطة اتحادية وزارية تشرف عليها الحكومة.

وتابع القول: "خبروهم آسيا تنتفض وتزلزل أوروبا وامريكا الجنوبية.. خبروهم آسيا تخربط كأس العالم وقريباً تحمله.. خبروهم بأننا وصلنا المريخ ولا وصلنا لكأس العالم.. خبروهم العالم ساكنين عندنا والكأس عند جيراننا .. خبروهم عيالنا في 51 عام حولوا الصحراء الى جنة والكرة في محنة".

عبدالله محمد سيار غرد بسخرية هو الآخر: "خطأ منتخب الأرجنتين الكبير هو تجربة اللعب مع أسوأ منتخب خليجي حالياً الامارات لكي يتأهبوا لأفضل منتخب خليجي حالياً.. غلطة ستكلفهم الكثير و يا ريت محد يزعل من الواقع".

ووافق أسد الصحراء ما قال سيار قائلاً: "طبعا كلامك صحيح اللي بيزعل من الواقع يشرب من ماي البحر هذا المنتخب لا يستحق ان يمثل الدولة بأي استحقاقات قادمة و لو نعتذر عنها أفضل" .

راشد المرزوقي علق هو الآخر قائلاً: "أتفق والذي يقول عكس الكلام هذا يمكن يشوف إعادة مباريات أولمبياد لندن.. كرتنا ما بتطور إذا تم الفكر عالق في خليجي 18 بدون ما يتطورون مع تطور الكرة في المنطقة وفي العالم".

وأكبر إنجاز حققته الكرة الإماراتية، التي تأسست في سبعينات القرن الماضي، هو التأهل إلى كأس العالم 1990، وحصول نادي الشعب على مركز وصيف آسيا عام 1994، وتحقيق نادي العين كأس أبطال آسيا عام 2003.

والثلاثاء، قال الكاتب الإماراتي، عبدالله الكعبي، إن كرة القدم في الإمارات تسير في نفق مسدود وهي بحاجة إلى تدخلات سريعة وعاجلة لمعالجتها.

وأضاف في مقال له، نشرته صحيفة "الإمارات اليوم"، تحت عنوان حال الكرة الإماراتية، إن " على الجميع أن يعترف بأننا لا نملك مواهب ولا جيلاً قوياً قادراً على الذهاب بعيداً في منافسات قارة آسيا أو الصعود إلى كأس العالم.

قال إن على المسؤولين عن الرياضة الإماراتية إدراك الحال الذي تمر به كرة القدم، وأن وضع منتخباتنا خطير جداً، فجميع المنتخبات بمختلف مراحلها السنية تراجع مستواها ونتائجها والأسباب عديدة أهمها عشوائية العمل وغياب التخطيط.

ولفت إلى أن "الكرة الخليجية والعربية تتطور ونحن محلك سر، لا جديد منذ سنوات طويلة، والوضع لا يتطور، والسؤال الذي يفرض نفسه من هو المسؤول الأول والمباشر، الاتحاد أم الأندية؟ ولماذا لا نرى خطة عمل واضحة محددة الأهداف والبرامج".

وتابع: "دخول تشكيلة المنتخب الوطني الأول بات أمراً سهلاً، فمهما يكن مستواك قد تتفاجأ بوجودك ضمن قائمة منتخبنا الوطني الأول. لا أداء ولا نتيجة حتى بعد التجنيس لم يتغير الحال إذ لم نتأهل إلى كأس العالم، والمستوى الفني تراجع".

ونشر موقع "الإمارات71"، تقريراً فتح خلاله ملف أوضاع كرة القدم الإماراتية، وسط تساؤلات عديدة تركزت حول غياب "الأبيض" عن الحدث الكروي العالمي، والذي كان آخره خسارة تأهله إلى نسخة المونديال 2022 المقامة لدى الجارة قطر.