تراجعت أسعار النفط الثلاثاء متخلية عن بعض مكاسب الجلسة السابقة، إذ تخشى السوق أن تؤدي زيادة البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل أكثر حدة إلى تباطؤ اقتصادي عالمي وانخفاض الطلب على الوقود.
وبحلول الساعة 03:59 بتوقيت غرينتش (07:59 بتوقيت الإمارات) هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر 81 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 104.28 دولار للبرميل، بعد صعودها 4.1 بالمئة الاثنين في أكبر زيادة منذ أكثر من شهر.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 96.68 دولار للبرميل، بانخفاض 33 سنتا، أو 0.3 بالمئة، بعد ارتفاع بنسبة 4.2 بالمئة في الجلسة السابقة.
والتضخم قريب من خانة العشرات في العديد من الاقتصادات الكبرى في العالم، وهو مستوى لم تشهده منذ ما يقرب من نصف قرن، مما قد يدفع البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى اللجوء إلى زيادات أكثر حدة في أسعار الفائدة.
وقال محللون من هيتونغ فيوتشرز “تراجعت الرغبة في المخاطرة بسبب توقع استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي في رفع أسعار الفائدة … كما يفاقم تراجع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ضبابية صورة أزمة الطاقة”.
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية الاثنين إن إنتاج النفط الروسي فاق التوقعات في أعقاب الحرب في أوكرانيا، مما يؤثر أيضا في الأسعار. لكنه قال إن موسكو ستجد صعوبة متزايدة في الحفاظ على الإنتاج مع بدء تضررها من العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حرب أوكرانيا.
وقال رئيس الوكالة أيضا إن الدول الأعضاء يمكنها سحب المزيد من النفط من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية إذا وجدت ذلك ضروريا عند انتهاء البرنامج الحالي.
لكن العنف السياسي الذي شهده العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، مساء الاثنين دعم الأسعار.
فقد اشتبكت قوات الأمن وفصائل موالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالمنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات في العاصمة بغداد، مما أسفر عن مقتل 20، في خلاف طويل الأمد بشأن تشكيل حكومة جديدة منذ انتخابات العام الماضي.
وقال محللو هيتونغ “بصفته مُصدّرا رئيسيا للنفط بإنتاج يزيد على أربعة ملايين برميل يوميا، فإن تأثير الوضع المحلي (في العراق) على أسعار النفط لا يقل عن إيران”.
وقدم نقص المعروض أيضا الدعم للأسعار. وأثارت السعودية، أكبر منتج في أوبك، الأسبوع الماضي احتمال تخفيضات إنتاجية قالت مصادر إنها قد تتزامن مع زيادة في المعروض من إيران إذا توصلت لاتفاق نووي مع الغرب.
وستعقد أوبك+، التي تضم أعضاء أوبك ومنتجين حلفاء في مقدمتهم روسيا، اجتماعا في الخامس من سبتمبر أيلول لتحديد سياسة الإنتاج.
ومن المقرر أن يصدر معهد البترول الأمريكي بيانات عن مخزونات الخام في الولايات المتحدة الثلاثاء تعقبها بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء.
وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز يوم الاثنين أن من المرجح أن تكون مخزونات الخام الأمريكية هبطت 600 ألف برميل الأسبوع الماضي، كما تراجع مخزون البنزين ونواتج التقطير.