في هذا الوقت لم يعد هناك مكان للماضين في دروبهم دون تفكير أو تخطيط بعيد المدى، خصوصاً وأن إيقاع الزمن بات سريعاً، وبات يفرض تغييرات على جميع الصعد، سياسية واقتصادية وعمرانية واجتماعية وثقافية، وهذا النوع من التغييرات يفرض الاستعداد المبكر له بالتخطيط والتنبؤ، ويفرض وضع الكثير من الخطط وما يقابلها من الإجراءات التنفيذية المناسبة.
بالأمس كان اجتماع المجلس التنفيذي لحكومة دبي برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وقد وجه سموه بتشكيل لجنة عليا برئاسة معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، تعنى بتطوير قواعد البيانات السكانية في إمارة دبي، وعضوية الجهات المعنية لاستخدامها في التنبؤات المستقبلية والتخطيط الاستراتيجي.
تطوير قاعدة البيانات السكانية لإمارة دبي وتحليل هذه القواعد ودراستها من قبل جهات حكومية معنية، مسألة في غاية الأهمية، لأنها ستكون خير معين لصناع القرار في إمارة دبي على التنبؤ باحتياجات الإمارة في المستقبل والتخطيط لهذه الاحتياجات.
فالإمارة تشهد زيادة في أعداد السكان، وهذه الزيادة السكانية يتبعها تنوع في الجنسيات والثقافات وإفرازات اجتماعية وثقافية، وعدد من التحديات التي لابد من مواجهتها بإجراءات تحتويها، وتتطلب هذه الزيادة السكانية أيضاً توسعاً في البنية التحتية والعمرانية، وزيادة وتوسعاً في مستوى الخدمات التي تقدمها الدوائر والمؤسسات الحكومية.
فالخدمات التي تقدمها حكومة دبي والتي تسعى لأن تكون الأفضل والأكثر تميزاً دائماً تقاس على مستوى الفرد وليس على مستوى الجماعة، سواء كانت في الخدمات الأمنية أو المواصلات أو حتى الترفيهية.
اليوم دبي تشهد طفرة عمرانية، ولديها حزمة ضخمة من المشاريع الممتدة في شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها، وتستعد لاستقبال المزيد من الزوار والسائحين على الزيادة السكانية المتوقعة سنوياً، وهذه مسألة تعني بوضوح أن المشاريع المتوقع من الدوائر والمؤسسات إنجازها.
لاسيما الخدمية ضخمة، والتحديات المتوقع مواجهتها أيضاً ستكون كبيرة، ما يتطلب التخطيط لها مبكراً على أسس ودراسات من قبل مختصين سيكون أعضاء اللجنة منهم برئاسة الفريق ضاحي خلفان الذي لديه دراية واسعة بطبيعة الإمارة والدولة، وإمكاناتها وأي تحديات قد تواجهها في المستقبل، وقد تمكن من وضع حلول جذرية لكثير من المشكلات وسبق أن كانت له عضوية في لجان مشابهة.
تشكيل لجنة تطوير القواعد السكانية قرار مهم وجاء في وقته وسينعكس بالإيجاب على مستقبل دبي، لاسيما وان حاضرها يتنامى بسرعة ويتطلب التسارع من الجميع للحاق بهذا المستقبل قبل أن يدركنا الوقت.
