أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

مشهد غير حضاري

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 04-09-2014

أن تقف أمام محل بيع ملابس طلاب المدارس الموحدة تشعر بالضجر من مشهد غير حضاري، ولا يتناسب مع القيم الحضارية التي حققتها الإمارات في مختلف الصعد.. فما شاهدناه أشبه بطوابير الجمعيات التعاونية في الدول التي تبيع الخبز للعامة.. منظر لا يمكن قبوله ونحن نعيش في بلد حقق إنجازاته الإنسانية بتميز وتفرد ليس له مثيل، شاهدنا الرجال والنساء والأطفال يقفون متسمرين كتفاً بكتف في انتظار الدور الذي لا يأتي إلا بشق الأنفس لاهثين سابحين بالعرق، متكدرين، متضايقين، متأففين، لكنهم لا يملكون الحيلة ولا الوسيلة للخلاص من هذا المأزق، فالإدارات المدرسية فرضت عليهم هذا الوضع، وكانوا أمام خيارين أحدهما أمر من الآخر فإما أن يغوصوا في هذا البحر البشري المتلاطم أو يكفوا عن ذلك، ومن ثم يتحملون النتائج وهي معروفة.. وكل من عانى أو حتى شاهد هذا المنظر أبدى استغراباً وطرح سؤالاً قائلاً: ما الحكمة من تكريس البيع في محل واحد لا سواه، ولماذا لم تتخذ المدارس دورها وقرارها والاعتماد على النفس، وفي هذه الحالة سوف يبتاع الطلاب ملابسهم من خلال المدارس، فلا زحام ولا تلاطم ولا حشر أشبه بيوم الوعيد.. الدولة في تطور ورقي ومؤسساتها تحقق امتيازات مذهلة ولا داعي لأن يتخذ البعض الذرائع وزج الناس في موجات من الاكتئاب والتعب وحقيقة مثل هذا التصرف لا يليق أبداً بمؤسسة تعليمية هدفها الأساسي الوصول مع الناس إلى ثقافة ترتقي بأخلاقهم وسلوكياتهم وما تم تنفيذه في هذه السنة ينافي كل تطلع ويخالف كل طموح ويضع أولياء الأمور في مأزق، الوقت الضائع والمشاعر المضطربة والتفاؤل المفقود من سنة دراسية أصبحت على مجرى النهر.. ويؤسفني أن أقول إنني شاهدت بعيني أن بعض الأقدام المتزاحمة كانت تدوس على قمصان وبلوزات الطلاب وهي مقذوفة وسط التلاطم الجسدي المريع، وبعض هذه الملابس صارت مثل بقايا قمامة نتيجة للدهس والرفس والغطس بين غابة من البشر الذين يطاردون البياعين ويرفعون الأصوات، وكأنما هم في سوق سمك، وكانت الوجوه العابسة تنذر بالتشاؤم والخوف من فوضى صنعت خصيصاً لهذا اليوم، الذي كان من المفترض أن يكون يوم تفاؤل وفرح، بالنسبة للطلاب، وأولياء أمورهم، لأنه يوم افتتاح عام جديد ورؤية جديدة وكراسة جديدة وكتاب جديد، ولكن قدر المقررون وما أرادوه فعلوه دون مراعاة للظروف أو حساب ما تنتجه هذه الحشرجة البشرية والتي كان من السهل تفاديها والتحرر من إزعاجها بقليل من التفكير وكثير من الالتزام بالنظام.. وما أجمل النظام عندما يصبح كائناً حياً يسكن مخيلتنا، ويطوق أعناقنا ويذهب بنا نحو التطور، ورفد البلد بمزيد من أرصدة الرقي والثقافة الحالمة بالنهوض والتميز والتفرد، وإلى مثل عليا في التعامل مع الأحداث من دون توتر أو عصبية.