أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

التلطف.. مع «الأسد»!

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 29-08-2014

تدور في أروقة السياسة الغربية أحاديث عن قرب التوصل إلى خطوة للتقرب من «الأسد» ونظامه وضرورة التلطف معه من أجل كسب تعاونه لدحر «داعش» وجنوده عن الساحة السورية والعراقية، بعد أن عاث في الأرض الفساد ونحر وقتل الأبرياء بغير وجه حق وذلك تحت يافطة «الخلافة» المزعومة.

ابتداء في الإسلام لا يوجد أغلى ولا أثمن من النفس البشرية المجردة من أي دين أو عرق أو لون، فالمولى عز وجل أوضح ذلك في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، لا من خلفه، حيث قال تعالى: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً»، هذا شرع الله للناس أجمعين وليس خاصاً بالمسلمين وحدهم.

فالغرب عندما يتعامل مع «الأسد» في عالم الحيوان فإنه يطلق عليه رصاصة مخدرة غير قاتلة لحبسه في القفص وترويج السياحة من خلال مشاهدته وسماع زئيره، ولكن خارج الغابة التي كان يفتك فيها ويفترس من أراد ومتى شاء. أما في عالم الإنسان فإن «الأسد» ترك لأكثر من ثلاثة أعوام يعتبر شعبه على مدار الساحة في غابة خالية من الإنسانية دون أن يحرك هذا الغرب ساكناً لإنقاذ أحد.

وعندما دخل «داعش» على الخط صار «الأسد» إنساناً يمكن الاعتماد عليه في محاربة «داعش» عندما أضرت بالمصالح الغربية، وأما المصالح العربية وانهيار الأمن في بعض دول ما أطلق عليه «ربيع براغ العربي» فلا أدنى اعتبار لذلك.

إن الغرب يضع ذريعة «داعش» بين يدي «الأسد» للبقاء في الحكم رغم ارتكاب نظامه أفظع الجرائم، التي يمكن أن تخطر على بال البشرية جمعاء منذ الأزل.

لم يتم خلط الأمرين الآن في التعامل مع «الأسد» وحثه على افتراس «داعش» في الغداء قبل أن يحصل العكس بحلول وقت العشاء.

اليوم يعد الغرب سيناريو مختلفاً للتعامل مع نظام «الأسد» الخاص بالتعامل مع الغابة المفتوحة على الساحة السورية، التي يعبث فيها النظام والمعارضون له بكل أطيافه لاستباحة كل شيء من قبل جميع الأطراف.

وفي المقابل لا يوجد أي قانون إقليمي أو دولي يوقف سريان مفعول قانون الغاب الذي ينطبق على النظام في سوريا بعدما رضخ لمطالب الغرب في وقف القتل بالكيماوي وقد قتل من خلاله قرابة ألف إنسان وترك المجال لقتل عشرات الألوف بالبراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة التقليدية المسموحة له لاستباحة أي شيء في هذه الغابة اللاإنسانية المتاحة أمام الجميع.

كلنا ضد «داعش» فيما يقوم به من عبث في تلك الغابة الإنسانية، فما يقوم به «الأسد» من أعمال القتل والسحل في شعبه لا يختلف ذرة واحدة عما يمارسه تنظيم «داعش» ففعل الاثنين شنيع في القياس ولكن فعل «التلطف» مع «الأسد» في هذا الوقت من الغرب أشنع في السياسة، التي تكيل بمكاييل لا تخضع لمنطق ولا قانون ولم يكن لأي صوت صدى في هذه الأزمة المستفحلة منذ سنوات إلا صدى المصالح الغربية أولاً وآخراً.. فهل جاء وقت استلطاف «الأسد» بعد أن قام بكل ما يحلو له دون رادع ولا وازع من أي نوع فقط لأن «داعش» حرك المياه الغربية الراكدة طوال سنوات الأزمة الخانقة في سوريا وغيرها من الدول الأخرى التي وقعت في ذات الفخ.