أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

مصر إذا حكت..

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-02-2020

لم تتوقف مصر عن فعل الحكي، منذ آلاف السنين ومصر تحكي، لم تصمت يوماً، ولم تمل، تغيرت أشكال الحكي عبر الزمن، تغيرت طقوسه ربما، لكن الراوي ظل يحكي حكاياته دون توقف، ومن تلك الحكايات تناسلت أسماء وشخصيات ورموز وأساطير، بطولات، مذابح، انكسارات، ملوك، أميرات، قادة جيوش، فاتحون، عشاق، كتّاب، مخترعون، لصوص، شطار، مغنّون، مغتصبو مُلك، وبسطاء يُعدُّون بالملايين!

مصر إن حكت.. ماذا تقول؟ لا يوجد شيء لا تستطيع مصر أن تقوله، فليس هناك حدث لم يمر تحت سمائها، الراوي إذا قررت الإنصات له والرواية إذا أحببت قراءتها فليس لك سوى مصر، امشِ في شوارعها وحواريها، وأحيائها، تنزّه على صفحة نيلها، ادخل قصور ملوكها، اجلس على مقاهيها، وانظر كثيراً في وجوه البائسين من رجالها ونسائها وحتى شبابها الذين يمضون تحت شمسها كل يوم، لا تدري إن كانوا يعلمون ماذا يريدون فعلاً، أو كانوا يدرون إلى أين يمضون؟

أطل من نافذة غرفتي في الفندق المطل على نيلها العظيم، فأسمع هسيس ثرثرة بالكاد تصلني بين رجلين يستريحان على مقعدين، في مدخل بيت بدا لي كان في زمن مضى قصراً منيفاً آل أمره إلى مؤسسة حكومية، أراهما منهمكين في الحديث، فأتخيل أنهما يشكوان لبعضهما هموم الحياة ربما، وربما يناقشان شؤوناً خاصة كرجلين ناضجين في مثل عمرهما، وقد تكون السياسة قاسم حديثهما المشترك، فأتمنى لو أتلصص على حديثهما!

لكنني ما إن أغادر فندقي وأدخل إلى أحشاء المدينة، حتى تصافحني المكتبات والكتب العظيمة، أستمع إلى أحاديث في كل شيء، وأقرأ إعلانات تثير الضحك، وتهاجم سمعي آخر الأغنيات، وأرى شباناً وشابات تملأ عيونهم أسئلة الغد، فأشعر برغم كل الضجيج والغبار وانعدام الترتيب أنني أتنفس الحياة على حقيقتها، وأن مصر لا يمكنها أن تشيخ يوماً!