أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

تحت سماء مدينة مُلهمة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-09-2019

وحدها الصدفة قادتني إلى مدينة هايدلبيرغ صيف 2014، لكنها كانت الصدفة الأحلى، نادرة هي المدن التي تقع في هواها بمجرد أن تطالع صورها، أو تقرأ عنها في النشرات السياحية، لكن كان لتلك المدينة قدرة شفيفة على اختراق الروح بحيث يصبح السير تحت سمائها متعةً حقيقية، والوقوع في هواها أمراً تلقائياً جداً!

ما زاد بهجة الذهاب إلى هناك كان مغامرة السكن في قصر قديم جداً يعود تاريخ بنائه لعام ١٥٩٢، وهو يقابل كنيسة «الروح القدس» التي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر، وهما المبنيان الوحيدان اللذان نجوَا من حريق ضخم التهم المدينة في تلك القرون الغابرة، لكنه اليوم يحتفظ بطرازه المعماري العائد للقرن السادس عشر وبكل التفاصيل الداخلية للقصر، بعد أن تحول إلى فندق تديره إحدى عائلات المدينة.

يخلو الفندق من بذخ وأبهة فنادق الدرجة الأولى، لكن روح التاريخ تمنح الحجرات والممرات وبوابة الفندق وسطوحه القرميدية ونوافذه الصغيرة وستائر الدانتيلا البيضاء وقعاً غامضاً، وروحاً مختلفة تشعر بها تجول في ممرات المكان محلّقة بك إلى عصور غائرة في الزمن.

بهو الفندق أو قاعة الطعام تمتلئ بصور مرسومة على يد رسامي تلك الحقبة الزمنية لأفراد العائلة التي شيدت القصر وملكته لفترات من الزمن، تتأمل وجوههم وتفاصيل ملابسهم، مجوهراتهم، النياشين التي تزين صدورهم، فيصيبك شجن حقيقي بعدمية هذه الحياة ولا منطقية الغياب الذي يسحب الناس إلى ثقوب الزمن فيختفون كأن حياة لم تكن، وعمراً لم يُقضَ، وشباباً وتاريخاً ونتاجاً وحكايات نجاح وعشق و.. أين يذهب ذلك كله؟ يفارق إلى حيث لا يدري أحد، تلك السيرورة القدرية الماضية في الخلق بثبات مخيف.

كان قضاء وقت في المكان كفيلاً بلحظات تأمل عميقة، باستحضار أولئك الأشخاص، بإدارة حوارات ونقاشات ومساءلات، فإذا خرجت، وجدت أهالي المدينة لطيفين جداً؛ لأنهم اعتادوا استضافة ملايين الناس من كل الثقافات طيلة العام، إنهم من أكثر الأوروبيين ترحاباً فقد تخلصوا من غلظة الألمان وبرودة الأوروبيين، ولهذا السبب تمتلك المدينة روحها الخفيفة، التي تقبض عليك منذ النظرة الأولى!