أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

حين يُشكل التضليل والكذب الرأي العام؟

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 23-08-2019

د. أحمد موفق زيدان:حين يُشكل التضليل والكذب الرأي العام؟- مقالات العرب القطرية

‏كإعلامي عاش عقوداً من الزمن في مهنة تعد الأخطر من حيث تشكيل الرأي العام العالمي، ومن حيث صياغة وصنع السياسات، لا أعتقد أن العالم مرّ في تاريخه بمرحلة كالتي نعيشها اليوم، مرحلة أساسها وباختصار الكذب والتضليل كمدماك رئيسي في تشكيل الرأي العام، وبالتالي يتم بناء السياسات على أساسه، مما يعني قتلاً وتدميراً وخنقاً للحريات وكبتاً لأنفاس الشعوب، آثاره لن تكون فقط مباشرة، وإنما الآثار غير المباشرة أخطر وأشد.

‏تراجع تأثير الإعلام الغربي، ومعه تراجع نفوذ الساسة الغربيين، فلم نعد نرى انسجاماً أخلاقياً بين الأقوال الغربية وأفعالها، وهو ما انعكس بالتأكيد على التغطيات الإعلامية الغربية، وانسحب ذلك حكماً على مصداقية العالم الغربي، هذا التراجع كان لصالح الدعاية الشرقية، وتحديداً الدعاية الروسية، فرأينا وكالة "سبوتنيك" -التي تعني بالمناسبة باللغة الروسية وكالة الصواريخ- تتقدم على صحف غربية عريقة، فهل سمع الإعلام من قبل من يتسمّى ويفتخر بأن يكون صحيفة الصاروخ، أو تلفزيون الصاروخ، أووكالة الصاروخ، في حين يعرف الجميع -وتحديداً من يعمل بهذا الحقل الإعلامي- أن مهمة الإعلام هي التوعية، وينسلك كل ما يقوم به الإعلامي والصحافي في إطار الثورات الناعمة لا الثورات الخشنة التي هي من مهمة الجيوش وأسلحته من صواريخ، ودبابات، ونحوها.

‏ندفع اليوم في العالم العربي ثمناً باهظاً لتسييس الإعلام وتحزيبه وتجريمه، وهو ثمن باهظ بالمناسبة، ثمن كان ولا يزال دماءً وأشلاءً، ومعه خراب أوطان وهجرة وتشريد، وبقاء لأنظمة استبدادية شمولية ديكتاتورية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، يحدث هذا في ظل تقاعد العالم الغربي عن قيمه، وبيعها في سوق نخاسة دولي، فلم يعد الغرب معنياً بعبارات معسولة لطالما صدّع رؤوسنا بها من حوكمة وديمقراطية وحقوق إنسان وحرية تعبير وتداول للسلطة، فكان من الطبيعي أن يملأ الفراغ الذي خلفه هذا التراجع الغربي تقدم روسي شرقي استبدادي مؤيد وحليف للديكتاتورية، فانكشفت الشعوب وانكشف معه ربيعها وحريتها وتوقها للخلاص من العبودية، فلم يعد معها حليف إلا نفسها.

‏تشكيل الرأي العام بشكل عام لم يعد مقتصراً على العالم العربي فقط، وإنما انسحب على العالم الغربي، ألا نرى ما يجري من اللعب في حمضهم النووي الشعبي، عبر هجرة بعض إعلامييهم ورموزهم ونجومهم إلى مؤسسات إعلامية روسية، وهوما دفع بعض حكومات العالم الغربي إلى الحجرعلى هذه المؤسسات الروسية، وتم معه تغريمها مالياً وطرد بعض مراكزها من عواصم غربية، بينما لو كان الإعلام الغربي يقوم بدوره حقيقة وفعلاً، لما تقدم الإعلام الروسي ولا شبيهه، ولكن آثر الإعلام الغربي التقاعد عن مهمته وفضح الاستبداد وحلفائه في ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، وغيرها، وهو يرى حلفاءه في هذه الدول يقومون بأفعال يندى لها جبين الإنسانية. ‏المطلوب اليوم من كل من تعنيه مسائل وقضايا الرأي العام ومخاطر تزويره وتضليله، إن كان على مستوى الشعوب العربية، أوعلى مستوى العالم كله، أن يفهم ويدرك الأبعاد الخطيرة لهذا النهج، وبالتالي يدرك معه أن ما يجري من تضليل للرأي العام هو فيروس لن يقتصرعلى العالم العربي، وإنما سيمتد خطره إلى العالم كله، وحينها لن ينفع الندم، فالفيروس لا يعرف حدوداً، كان الفيروس مرضاً جسدياً أو مرضاً فكرياً لا فرق.