أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

كيف نفهم انعطافة الإمارات تجاه إيران؟

الكـاتب : علي حسين باكير
تاريخ الخبر: 06-08-2019

علي حسين باكير:كيف نفهم انعطافة الإمارات تجاه إيران؟- مقالات العرب القطرية

بدأ الأمر بتسريب تصريحات رسمية عن الانسحاب من اليمن في شهر يوليو الماضي، وبغض النظر عن التبريرات التي سيقت حينها لما اعتبره البعض تخفيضاً لعدد القوات الإماراتية المتواجدة في اليمن وليس انسحاباً كاملاً، فإن التصريحات الرسمية أشارت إلى أن هناك تبدلاً في النهج المتبع من قبل أبوظبي في اليمن، من استراتيجية الحرب إلى استراتيجية السلام أولاً.

 بعدها بأيام فقط، وفي خضم التوتر الموجود والتصعيد الحاصل في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، كشف الجانب الإيراني أن الإمارات كانت قد أرسلت سابقاً وفداً سرّياً إلى طهران للتباحث مع المسؤولين الإيرانيين حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، وذلك كبادرة إماراتية للتهدئة بين الطرفين وفقاً للمعلومات المتاحة عن الاجتماع آنذاك، فقد ترأس الوفد الإماراتي نائب رئيس جهاز الاستخبارات في الدولة، وشملت المحادثات التي أدارها العديد من المواضيع من بينها الانسحاب من اليمن والتحولات المنتظرة في سياسة الإمارات الإقليمية.

في نهاية شهر يوليو وللتغطية على التحرك الأول، أعلنت الإمارات -ضمن الاجتماعات المشتركة لخفر السواحل بين البلدين- عن إرسال وفد عسكري إلى طهران مؤلف من 7 قادة أمنيين يرأسهم قائد قوات خفر السواحل الإماراتي محمد علي مصلح الأحبابي، الاجتماع هو الأول من نوعه بعد توقف دام 6 سنوات، وقد التقى الأحبابي في إيران قائد قوات حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي، وذلك لبحث قضايا التعاون الحدودي بين البلدين، في ختام اللقاء أصدر الطرفان بياناً مشتركاً وتم نشر صورة للمسؤولين وهما يتصافحان.

أشاد الجانب الإماراتي بالعلاقات الحدودية بين البلدين، وأكد أن تعزيز العلاقات مع إيران بإمكانه ضمان أمن المياه الخليجية، كما عبّرت وزارة الخارجية في بيان لها عن ارتياحها للتعاون الأمني مع إيران، صحيح أن العلاقات بين الإمارات وطهران لم تنقطع يوماً، ناهيك عن حقيقة أن الإمارات -كانت ولا تزال حتى في خضم الأزمة مع طهران- الشريك التجاري العربي الأول لإيران والثاني عالمياً بعد الصين، إلا أن لهذه التطورات معنى خاصاً في هذه الظروف بالتحديد، هناك عدة أسباب تفسّر الانعطافة الإماراتية والتوجه لتعزيز العلاقات الأمنية مع طهران لعل أهمّها:

أولاً: غرق الإمارات في مستنقع اليمن وتحمل الأعباء السياسية والاقتصادية والإعلامية المستمرة للحملة هناك دون تحقيق نتائج استراتيجية، أمام هذا الواقع كان لا بد من وضع حد للنزيف هناك، والانسحاب بمعزل عن رأي السعودية، سيما وأن أبوظبي ستظل قادرة على الإبقاء على ميليشياتها هناك من خلال صفقة تستثنيها من صواريخ إيران الحوثية، بحيث يصبح الموضوع ولو شكلياً يمنياً-يمنياً، المفارقة أن الحوثيين أعلنوا بالفعل قبل أيام تجميد ضرباتهم ضد الإمارات على وقع الاتفاق مع إيران.

ثانياً: أدت الأزمة الخليجية وحصار قطر إلى خسائر اقتصادية متعاظمة للإمارات، لا سيما إمارة دبي التي تعتمد بشكل أساسي على الخدمات والاستثمار والتجارة والعقار والسياحة، ويعتقد كثيرون أن دبي كانت ولا تزال الخاسر الأكبر من الأزمة الخليجية، ثم جاءت العقوبات على إيران لاحقاً والتصعيد العسكري ليزيد من الضغط الاقتصادي ليس على الإمارة فقط، بل على الإمارات بشكل عام، ولذلك فقد كان هناك حاجة إلى اتفاق لمنع التراجع الاقتصادي وإعادة الثقة إلى المستثمرين في البلاد.

ثالثاً: أيقنت الإمارات على ما يبدو أن ترمب ليس مستعداً -الآن على الأقل- لمواجهة مع إيران، وأنه -والدول الأوروبية- لن يفعل شيئاً إذا ما قامت إيران باستهداف الإمارات أو مصالحها، بدليل أنه لم يفعل شيئاً بعد استهداف العديد من ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات، وكذلك الأمر عندما تم إسقاط الطائرة المسيّرة الأميركية، وأخيراً اختطاف الناقلة البريطانية.

كل هذه المعطيات تفسر الانعطافة الإماراتية بانتظار رؤية إذا ما كانت هذه التحولات تكتيكية حتى الانتهاء من الانتخابات الأميركية، أم أنها استراتيجية وتحمل معها تداعيات أكبر.