أثار تخفيض الإمارات مستوى تمثيلها في القمة العربية الأوروبية التي انطلقت أعمالها الأحد (24|2) بمنتجع شرم الشيخ المصري، العديد من التساؤلات حول أسباب ذلك في ظل العلاقة الوطيدة بين أبوظبي وسلطات الإنقلاب.

وانعقدت القمة العربية الأوروبية الأولى في منتجع شرم الشيخ السياحي، يوم الأحد وستستمر اليوم الإثنين، حيث تتناول القمة، موضوعات سياسية واقتصادية ومسائل مرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، من بينها القضية الفلسطينية.

ومن أبرز الحضور، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما أعلنت قطر، تخفيض مستوى تمثيلها في القمة، حيث يشارك مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إبراهيم السهلاوي بالقمة.

ومن أبرز المقاطعين للقمة، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ونائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم.

ووصل حاكم الفجيرة حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى في الإمارات إلى شرم الشيخ أمس، يرافقه سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، وعبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير الدولة، وآخرون.

فيما أثار تغيب ولي عهد أبوظبي عن حضور القمة الأولى من نوعها بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، تساؤلات حول أسباب غيابه، وفيما إذا كانت بداية لبرود مستقبلي بالعلاقة بين البلدين الحليفين.

ووفق موقع "عربي 21" اللندني، فإن متابعين عزوا أسباب المقاطعة الإماراتية للقمة، لما يعتقد بأنها خلافات وتباينات متراكمة بين الطرفين، كان آخرها إعلان مسؤول مصري انسحاب شركة "إعمار" المحلية من تنفيذ مشروع بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، للمرة الثانية في أقل من أربع سنوات، رغم نفي الشركة توقف أعمالها.

وثارت تساؤلات مؤخرًا حول طبيعة المشروعات التي تنفذها "إعمار"، وحقيقة الخلاف بينها وبين الحكومة المصرية، وتأثيره على العلاقة بين القاهرة وأبوظبي.

وكان رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة، أحمد زكي عابدين، قال في تصريحات لوكالة بلومبرج الأمريكية في يناير الماضي، إن المفاوضات مع "إعمار" لتطوير قطعة أرض مساحتها 1500 فدان قد توقفت.

وكشف عابدين حينها، أن "شركة إعمار المملوكة للحكومة في أبوظبي تريد شراء الأرض بسعر أقل من 3500 جنيه للمتر المربع".

وفي المقابل، أصدر فرع الشركة في مصر، بيانًا نشرته صحيفة "الإمارات اليوم" الحكومية قالت فيه، إنها لا تزال مهتمة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر والأراضي الأخرى التي تطرحها الحكومة المصرية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعثر فيها المفاوضات بين إعمار والحكومة المصرية، بشأن صفقات مشروع العاصمة الجديدة، التي تبناها زعيم الإنقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي، وتم الإعلان عنها في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي يوم 13 مارس 2015.

ولكن، يقول مراقبون إن هذا الغياب لا يؤشر لأي شيء نظرا لمرات سابقة لم تحضر فيها الامارات على مستويات عليا خاصة في القمم العربية التي رفضت استقبالها قبل العام الماضي وتنازلت عن استضافتها للسعودية. كما أن الاتحاد الاوروبي دائم الانتقاد لانتهاكات أبوظبي الحقوقية، فيما أكد مراقبون لو كانت نتنياهو أو ترامب في القمة لاختلف الأداء الإماراتي تماما، على حد تقديرهم.