بينما كان يجري الرئيس السوداني عمر البشير زيارة إلى الدوحة ويجتمع بأمير قطر الشيخ تميم، اعلن وزير النفط السوداني تلقي بلاده دعما من دولة الإمارات ومن تركيا وروسيا، في حين لم يشر من قريب أو بعيد إلى أي دعم معلن من جانب قطر.

ومع ذلك، يقول مراقبون إن البشير اختار قطر لتكون أولى جولاته الخارجية منذ تفجر احتجاجات شعبية ضد نظام حكمه في 19 ديسمبر الماضي. 

ولكن مراقبين يقولون إن الشيخ تميم كان هو الزعيم الوحيد الذي اتصل بالبشير بعد أيام قليلة من الاحتجاجات مشددا على دعم استقرار السودان، وهي الرسالة ذاتها التي سمعها البشير في الدوحة الأربعاء (23|1). ولكن الدعم المعلن بالنفط والودائع جاء من الإمارات والزيارة جاءت إلى قطر، بحسب ملاحظات المراقبين!

وفي سياق ذي صلة، أكد رئيس وزراء باكستان عمران خان من الدوحة الثلاثاء(22|1) اعتزام بلاده توسيع العلاقات مع قطر في مختلف المجالات. وجاء تعهد "خان" خلال اجتماعه مع رجال أعمال قطريين من أعضاء غرفة قطر، على هامش زيارته الرسمية للدوحة.

وأشار إلى “أهمية تعزيز التعاون بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم الباكستانيين لإقامة مشروعات في القطاعات الصناعية والغذائية”. واستعرض خان خلال الاجتماع مجالات التعاون المشتركة وآفاق الاستثمار بين البلدين في كافة المجالات خاصة قطاعات الصناعة والغذاء. 

وقال مراقبون، إن تصريحات خان وزيارته إلى الدوحة جاءت بعد وقت قصير من زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى إسلام آباد في يناير الجاري وفي أعقاب دعم إماراتي كبير للحكومة الباكستانية برئاسة خان، والذي تلقى أيضا دعما سعوديا قريبا من ذلك إثر زيارة له للرياض مؤخرا.

ويدرج مراقبون زيارة خان والبشير في سياق عدم قبول هذه الدول رغم حاجتها الاقتصادية لابتزاز أي دولة، كما تكشف عن حجم الصراع على النفوذ الإقليمي.

هذا النفوذ الإقليمي قدمت له مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية مقياسا مهما عندما أدرجت الشيخ تميم ضمن أهم 100 شخصية مؤثرة في العالم الأربعاء (23|1)، وأكدت أنه "قوة داهية"، على حد تعبيرها، وأن هذه القوة يحسب لها حساب في المنطقة، بحسب المجلة الأمريكية، رغم أن دول المقاطعة تصر على اعتبارقطر "دولة صغيرة جدا"، وهو ما يصنع المفارقة بحسب المراقبين!