أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الرئيس أوباما.. أفهم مصر

الكـاتب : محمد الحمادي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

منذ تلك النكسة في 1967 التي لم أشهدها وأبناء جيلي، ونحن نسمع في كل قمة أنها تعقد في ظروف استثنائية وحساسة! والمفارقة أن طوال 47 عاماً لم يتمكن العرب من تجاوز أزماتهم، فبالأمس انتهت القمة العربية 25 في الكويت تحت شعار «قمة التضامن لمستقبل أفضل»! نجحت دولة الكويت باقتدار في تنظيمها، إلا أن النتائج التي خرجت بها القمة لم تكن في مستوى الأحداث والمرحلة التي تعيشها أمتنا. أما غداً فسيكون على أرض الخليج الرئيس الأميركي باراك أوباما في زيارة مرتقبة سيلتقي خلالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في ظرف أقل ما يُقال عنه إنه دقيق وحساس.

سيبحث الزعيمان العديد من القضايا، منها المفاوضات الدولية الجارية حول البرنامج النووي الإيراني، وسيحاول الرئيس الأميركي طمأنة دول المنطقة والتأكيد أن تلك المفاوضات وما تتبعها من اتفاقيات لن تصب في مصلحة الغرب فقط، وإنما في مصلحة دول المنطقة أيضاً، وإنْ كان هذا الملف مهماً جداً لدول الخليج، إلا أن الأهم هو إدراك الرئيس الأميركي أن التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة ودولها هو ما يجب الحديث عنه، فتدخلها غير المقبول في البحرين يقلق دول الخليج، وأيضاً وجودها في سوريا ولبنان واليمن والعراق قد أصبح مهدداً حقيقياً لأمن دول المنطقة وتأثير هذا التدخل على أمنها واستقرارها.

بلا شك أن الرئيس أوباما وهو يزور المنطقة بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على اندلاع «الربيع العربي» يدرك أن المنطقة لا تزال تعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار، فبعد أن نجحت بعض الثورات في إسقاط أنظمة قديمة إلا أن هذا السقوط أعقبه تبعات لم تكن متوقعة!

وقد تشعر الولايات المتحدة أن «الربيع العربي» لم يكن «مربحاً» بالنسبة إليها بل كانت خسائرها أكبر من كلا الطرفين في دول «الربيع»، وهذا ما يحتاج أوباما أن يعترف به، كي يتمكن من التعامل بشكل صحيح مع الواقع الجديد، خصوصاً بعد أن تبين أن الأنظمة الملكية والوراثية استطاعت الصمود أمام العاصفة، التي مرت عليها بخسائر محدودة، أما دول الحزب الواحد والديمقراطيات الصورية، فقد اهتزت بل وسقط بعضها سريعاً.

مازلت أذكر زيارة أوباما التاريخية للمنطقة وخطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة في الرابع من يونيو 2009، والذي نال التصفيق المستمر من الحضور من دون توقف إعجاباً، وأدت الحماسة بأحد الحاضرين لأن يصرخ بأعلى صوته: «يا باراك أوباما.. نحن نحبك».. بعد ذلك الخطاب «المحترف» اعتقد الشعب العربي أن أميركا تغيرت، وأنها ستفهم العرب أكثر، وستكون منصفة بدرجة أكبر، لكن اتضح مع مرور الأيام أن أوباما في خطابه جاء ليستعرض مهاراته الخطابية عالية الجودة فنجح في انتزاع إعجاب العرب، لكنه بعد ذلك الخطاب اختفى، ثم ظهر ليتبين أنه غير قادر على فهم المنطقة وغير مدرك تماماً لما يدور فيها.. في زيارته الحالية للمنطقة نتمنى أن يحظى بفرصة ليعرف أكثر، وقد يكون من المهم أن يعتمد على الجزء الآخر من فريقه، فقد يتمكن من رؤية الأمور بموضوعية.

أوباما بحاجة إلى أن يفهم مصر، فمهم بالنسبة للولايات المتحدة ورئيسها أن يفهم أكبر دولة عربية بشكل صحيح، ولا يعتمد على مجموعة تنقل له الواقع من خلالفهمها الخاص، فمصر التي تشهد حالياً انقساماً داخليا بحاجة إلى من يأخذ بيدها، وهناك من يقوم بذلك من أشقائها، وهي تنتظر من المجتمع الدولي أن يدعمها ويساهم في استقرارها، خصوصاً إذا اتفقنا أن استقرار المنطقة من استقرار مصر.. وهذا ما لا نشك في أن الرئيس الأميركي يفهمه، لكن المنطقة بحاجة إلى أن تشعر بفهم أميركا لذلك، فلن يكون في مصلحة دول المنطقة ولا المجتمع الدولي عدم استقرار مصر.

حسب تصريح أصدره البيت الأبيض، من المواضيع التي سيتم تناولها في زيارة أوباما للرياض، الأمن الخليجي والإقليمي وعملية السلام في الشرق الأوسط وسبل مواجهة التشدد ومواضيع أخرى، وعندما تتكلم الولايات المتحدة عن اهتمامها بالسلام والاستقرار في المنطقة، فلابد أن تدرك أن السلام في المنطقة يأتي من حل عادل للقضية الفلسطينية، أما الاستقرار فيها فيكون بقوة مصر واستقرارها.

يأتي أوباما إلى المنطقة في ظروف مختلفة عن زيارته السابقة، وبغض النظر عن أنه كان يأتي والشعوب العربية سعيدة بزيارته وتترقبها، أو أنها أصبحت غير مبالية بهذه الزيارة، إلا أنها زيارة مهمة. وعلى الصعيد السياسي، صحيح أن الجميع يحترم خيار أوباما في طريقة إدارته للسياسة الخارجية الأميركية، إلا أنه من المهم جداً لدول المنطقة أن يفهم الرئيس الأميركي ما يحدث في مصر وفي المنطقة، وبالتالي يدرك أن سياسة بلده تجاه هذه الأحداث تؤثر إيجاباً أو سلباً على شعوب المنطقة ودولها، وبالتالي نفترض أن يتم اتخاذ المواقف الصحيحة، التي تفك العُقَد بدل المواقف التي تزيد العقد تعقيداً.