أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

ارتكاب الخطأ الفادح

الكـاتب : محمد النغيمش
تاريخ الخبر: 30-11--0001

رغم أن القنبلة الذرية التي ألقاها طيار أميركي على هيروشيما اليابانية قد أوقفت الحرب العالمية الثانية، وأجبرت اليابان على الاستسلام، فإن الطيار نفسه يعترف بأن ذلك المشهد كان مروعا بحق. كيف لا وهو قد حصد بقنبلته وقنبلة ناغازاكي أرواح ما لا يقل عن 150 ألف شخص بريء، فضلا عن الأمراض التي ما زال يعاني منها اليابانيون إلى يومنا هذا.
هذا القرار، أو ما أسميه بـ«الخطأ الفادح»، الذي أذهل العالم ما زال يثير مخاوفنا. وهذا الأمر هو الذي دفعني لعدم التردد في قبول دعوة لحضور ورشة عمل خاصة نظمتها منظمة «VCDNP» أمس في فيينا مع منظمة «أتوميك ريبورترز»، حيث تحاولان تنوير نحو 20 كاتبا ومراسلا صحافيا من الشرق الأوسط بخطورة إعادة كارثة هيروشيما وهي ليست ببعيدة عنا. فلو ألقيت، مثلا، قنبلة ذرية بحجم كرة قدم على دولة صغيرة كبلدي الكويت، لا سمح الله، فهي كفيلة بأن تبيد الشعب بأكمله في غضون دقائق.
والأخطاء الفادحة ليست مرتبطة بالجرائم النووية فحسب، فهناك من يبيد شعبا بأكمله أو قرى عن بكرة أبيها في لحظة غضب ولا يجد رادعا، كما فعل صدام بالكيماوي الذي سحق به سكان حلبجة وخطيئة غزوه للكويت الذي قلب به موازين المنطقة ثم اتضح أنه كان قرارا فرديا أيده ثلة ممن حوله. وأباد هتلر وجنكيز خان شعوبا أخرى بالطريقة نفسها.
ونظرا لجسامة الأخطاء وتداعياتها سواء كانت سياسية أو تجارية أو إدارية فلا بد أن تضع المنظمات والدول قوانين ولوائح تمنع الفرد من أن ينفرد بالقرار. هذا ما تفعله البرلمانات حينما تمنع شن الحروب إلا بالحصول على إجماع برلماني مثلا. وهذا ما تفعله كبريات الشركات العالمية حينما تضع لائحة للصلاحيات المالية والإدارية لا يمكن أن يتخطاها المسؤول إلا بموافقات محددة أحيانا. وكذلك تفعل المؤسسات حينما تقيد القرارات المصيرية أو صرف مبالغ كبيرة بتوقيع أكثر من شخص. ولأن بعض القرارات بطبيعتها تحتاج إلى تأن ودراسة وبحث وتمحيص فإن متخذ القرار يتوقع منه، أيا كان منصبه، أن يتأنى أو يستشير أو يؤجل أو يشكل لجنة فنية لتزوده بالرأي الفني، شريطة أن يأخذه بعين الاعتبار. لكن المشكلة تكمن حينما يصم هذا المسؤول أذنيه عن ناصحيه، وتقع الفأس بالرأس بسبب تسرعه أو تعجرفه، وذلك لأنه لم يجد من يحاسبه أو يوقفه عند حده. ولذا كان من الطبيعي أن يوجد بيننا من يرتكبون أخطاء فادحة لأنهم يعلمون أن المحاكم لا تطالهم، وأن القوانين لم توضع إلا لتأديب المغلوب على أمرهم ممن تعلق عليهم شماعة كل خطأ فادح ارتكبه مسؤولوهم.
وهذا باختصار ما يجعلنا مواطنين نرتكب أخطاء تلو الأخرى ولا نجد من يردعنا. نحن لا نقصد من يخطئ خطأ اجتهاديا بسيطا ويتعلم من أخطائه، لكننا نقصد أولئك الذين يرتكبون الخطايا الجسيمة ولا يجدون من يقف لهم بالمرصاد ويلقنهم درسا في معنى تحمل المسؤولية.