لم يكد يلتقط الإماراتيون والمقيمون أنفاسهم على سلامة أبنائهم بعد حادث المرور المريع الذي تسببت به 3 حافلات مدرسية وأدى إلى جرح وإصابة نحو 45 طالبا، حتى بوغت الشارع الإماراتي بحادث سقوط "طالبة الفجيرة"، التي سقطت من الطابق الأول في مدرسة لبابة بنت الحارث بمنطقة البدية بالفجيرة صباح اليوم، داخل قسم العناية المركزة بمستشفى خورفكان، حيث تعاني نزيفاً داخلياً في البطن، ومن كسور في الظهر وإصابات بالغة في الطحال، ولازالت تتلقى العلاج المكثف، حيث من المقرر أن تستمر على هذا النحو من الرقابة الطبية الحثيثة 3 أيام أخرى، ويتوقع أن تجرى لها عمليات في مناطق الكسور والنزيف الداخلي في البطن، وذلك بحسب مصادر طبية بالمستشفى.

وكانت الطالبة وتدعى «أ. م. ح» 15 عاماً، وفي الصف التاسع بمدرسة لبابة بنت الحارث بمنطقة البدية بالفجيرة، قد خرجت من حصة الموسيقى، وركنت إلى حاجز من الألمونيوم خارج القاعة، ثم اعتلته وجلست، وفي ثوانٍ معدودات اختل توازن الطالبة من فوق الحاجز، فسقطت من الطابق الأول، بحسب رواية الصحافة المحلية الرسمية.

وتلقى مركز شرطة البدية، بلاغا رسميا من المدرسة في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً، يفيد بسقوط الطالبة، وهي في حالة صحية حرجة، وتم نقلها لمستشفى خورفكان لتلقي العلاج على الفور.

وقال الدكتور أنس عصام استشاري الجراحة بمستشفى خورفكان: «الطالبة مصابة بنزيف داخلي في البطن، وأصيب الطحال بإصابات بالغة، كما توجد كسور متعددة مختلفة بالظهر مع تمزق، وقد دخلت الطالبة للمستشفى، وتم وضعها في غرفة العناية المركزة تحت الملاحظة الحثيثة».

وأكد أنه في حال حدوث تطورات للطالبة، فسوف يتم التدخل الجراحي المباشر لأي أعراض صحية طارئة، لافتاً إلى أنه سيتم تنويم الطالبة 3 أيام أخرى تحت الملاحظة الطبية.

من جانبها، قالت «أم الطالبة»: «ابنتي ليست من النوع المتحرك والشقي، وهي هادئة بطبيعتها، وهذا هو الحادث الأول الذي تتعرض له، وهي يتيمة منذ سنوات، وبلغنا بالحادث الساعة 10.30 صباحاً من إدارة المدرسة».

وحتى الآن، بقي بضعة طلاب جراء حادث مرور مصفح في المستشفيات يتلقون العلاج بعد خروج العدد الأكبر منهم خلال الأيام الماضية إثر التصادم الذي وقع بين 3 حافلات الخميس الماضي. 

وقد زار ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ومسؤولون آخرون الطلبة أثناء تلقيهم العلاج.

وتفتح هذه الحوداث ملف إجراءات السلامة وتأمين الطلبة داخل حرم المدارس أثناء الدوام الرسمي، إذ لا يزال الإماراتيون ينتظرون نتائج تحقيقات الشرطة وليس توصيفات وتوقعات وسائل الإعلام. 

وكان مجلس أبوظبي للتعليم أصدر "سياسة حماية الطفل" لطلاب مدارس أبوظبي قبيل حادث مصفح بنحو يومين وسط تصريحات مشددة على حرص المجلس والمؤسسات التعليمية المختلفة على سلامة الطلبة وانسيابية العملية التعليمية، وهو الأمر الذي يعرقل الوفاء به تكرار هذه الحوادث المؤلمة التي تعمق قلق الإماراتيين.