أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الاحتفاء بلغة الضاد

الكـاتب : نورة السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

نورة السويدي

لا يزال دارسو فلسفات الحضارات على مرّ التاريخ، يؤكدون أن لغة الإنسان في عمومها هي أعظم معجزات الفكر الإنساني، هذا في إطارها الكبير، وفي إطارها الخاص هي الحصن الثقافي الذي تلوذ به الأمم وتصون من خلاله هويتها، وترسم معالم حضارتها، وتنقل عبر أوعيتها إرثها الإنساني لأجيال أبنائها وإلى أقطار الدنيا كلها..

ولغتنا العربية لها من الرصيد الإنساني الحافل على مر الزمان، ما لا ينكره منصف، ولها من المساحة والمرونة الشاسعة ما مكنها من احتواء أعمق وأدق العلوم وأرحب وأرق التعابير، وأسمى وأرهف المشاعر الإنسانية، وهي لغة القرآن الكريم ورسالة الإعجاز الخاتمة الباقية.

ومن هنا غيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على اللغة وواقعها ومصيرها ومستقبلها، فاستنهض الهمم لحراستها واحتفى بأربابها، وجمع مفكريها والقائمين عليها تحت قبة رعايته الكريمة، ليعملوا معاً من محيط الوطن العربي إلى خليجه، ويضعوا استراتيجية تعيد للغة الضاد ألقها، وتضخ دماء الحياة في عروقها حتى لا تفقد بريقها في زحمة اللغات والمتغيرات.

كما أطلق سموه جائزة محمد بن راشد العالمية للغة العربية، متضمنة مجالات التعليم والإعلام والتعريب والتكنولوجيا وحفظ ونشر التراث اللغوي العربي، ومركزة على التجارب المبدعة والناجحة في مجال تعليم اللغة العربية للأجيال الجديدة، والبرامج الإعلامية المتميزة والأبحاث العلمية المفيدة، وذلك لجمع أفضل هذه التجارب والخبرات وتوفيرها لكل من يريد المساهمة في خدمة لغة القرآن، وتوّجها بتأكيده أن «لغة القرآن محفوظة بحفظ الله لها.. وهدفنا من إطلاق هذه الجائزة هو خدمتها وتمكينها والإسهام في نشرها والاحتفاء بالمبدعين من أبنائها». كما شهد سموه انطلاق فعاليات مؤتمر اللغة العربية، الذي حمل رسالة مفادها الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي.

وقبل عامين، وبتوجيهات كريمة من سموه أيضاً، تم إعلان تشكيل لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، خلال الجلسة الأولى لمجلس محمد بن راشد للسياسات. وجاء الإعلان ضمن منظومة متكاملة من المبادرات الهادفة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في الدولة، وجعل الإمارات مركزاً للامتياز فيها، باعتبارها أداة رئيسية لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال القادمة.

دلالات واضحة ا مجرد إشارات عابرة، تظهر وتؤكد حجم الاهتمام الذي يوليه سموه للغة الضاد؛ حاضنة الإرث العربي الإنساني، ومقدار الهاجس الذي يشغل باله أمام تصدع بنيانها لدى الأجيال الناشئة من أبنائنا، والخطر الذي يتربص بهويتنا ومستقبل حضارتنا إذا استمر هذا الإعراض عن أخذ لغتنا الأم بقوة.

لن نستطيع أن نعالج مشكلتنا مع اللغة العربية إذا كنا سنغمض أعيننا عن ظاهرة تراجع أولويتها لدى شبابنا، ولن نقدم تصوراً حقيقياً لواقعها ومستقبلها إذا لم نقف على أدق أسباب تراجع الاهتمام بها إلى مراتب متأخرة في جدول اهتمام الشباب، فضلاً عن أن يجدوا الحافز الأسري أو الاجتماعي للأخذ بزمامها. المبادرات المسكونة بهاجس اللغة وحراستها، لا بد لها من أبناء مخلصين يترجمونها واقعاً وممارسة، في المدارس والمنابر والبيوت والمؤسسات والمجتمع، من منطلق الاعتزاز والاعتداد بها، كونها حاضنة هويتنا، ووعاء حضارتنا، وحاملة لأعظم رسائل السماء إلى أهل الأرض.

لا بد من وقفة جادة حقيقية أمام مشكلة تراجع اللغة العربية بين أبنائها، مع يقيننا بأن القوة الذاتية في اللغة العربية محروسة بحفظ القرآن الكريم لها، لكننا إن تجاهلناها لغةً للحضارة ونافذة للإنسانية، سنخسر نحن وتبقى العربية شامخة تنتظر أبناءها.