أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

رفسنجاني والتعاون مع السعودية

الكـاتب : عبد الرحمن الراشد
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عبد الرحمن الراشد

أشهر سياسيي إيران وأقدمهم، هو الشيخ هاشمي رفسنجاني. أقدميته لا تعني أنه أكثرهم نفوذا، فقد عانى في فترة رئاسة أحمدي نجاد من التضييق والإذلال، ولم يستطع الدفاع عن نفسه أو أفراد عائلته، عندما سجنوا ابنته ثم ابنه الكبير لاحقا.

مع هذا يبقى رفسنجاني صوت الحكمة والتجربة. حتى بلا نفوذ أو صلاحيات كبيرة يبقى رأيه مهما في الساحة الإيرانية، التي تغير مشهدها بشكل تدريجي منذ خروج الرئيس المعتدل محمد خاتمي. إيران، اليوم، تُحكم من قبل الحرس الثوري الحديدي الذي تحول من عسكر يخدمون رجال الدين إلى عسكر يخدمهم رجال الدين، ويتربعون على رأس رأس السلطة. الحرس توسع مستفيدا من مرحلة الرئيس السابق نجاد، فاستولى على مراكز الاستثمار ومصانع البترول، وتمدد إلى مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية الأخرى.

بصعود روحاني للرئاسة، أصبحنا نسمع رفسنجاني يجاهر بآرائه المعتدلة، وآخرها تصريحه الأسبوع الماضي الذي دعا فيه إلى تعاون وثيق مع الجارة المملكة العربية السعودية من أجل إنهاء التوتر الإقليمي.

وعند التأمل العميق في أرجاء المنطقة الملتهبة، من الأكيد أن نعتبرها نصيحة تصالح مهمة، لكل إنسان في محيط جغرافي يقارب عدد سكانه الثلاثمائة مليون، يعانون من الحروب والعنف السياسي، أو مهددون به. أما عند التأمل في داخل إيران نفسها، ليس للمرء إلا أن يشكك في قدرة رفسنجاني على فرض مثل هذه الأفكار على قيادة مسعورة، لاهية في إدارة الحروب في كل المنطقة تقريبا! أصبحت إيران اليوم في ذروة تورطها في حروب المنطقة، غارقة إلى أذنيها، أكثر من أي وقت مضى منذ قيام الثورة الإيرانية.

شخصيات إيجابية مثل رفسنجاني، ومن قبل خاتمي، والآن روحاني، تصل إلى كرسي الرئاسة لكنها تبقى تاجا بلا صولجان، فالمفتاح الكبير، الذي يمكن أن يغير دفة السياسة العليا للبلاد، في يد قيادات متطرفة.

وهذا لا يعني أن رسالة رفسنجاني الداعية للتصالح بلا قيمة، فهي ربما تعين المحبطين في داخل البلاد إلى فهم طبيعة مشكلتهم. فإيران كبلد غني بالموارد، وشعب عظيم، يعاني لسبب واحد فقط؛ سياسة قيادته المستمرة في المواجهات الدونكيشوتية منذ بدايات الثورة. وإيران من آخر دول العالم التي لا تزال مغلقة، في زمن تخلت عشرات الأنظمة المتطرفة في العالم عن سياساتها، بما فيها تلك الملهمة للثورة الإيرانية، مثل الصين والاتحاد السوفياتي. وتصالحت فيه دول ضحت بأكثر مما ضحت به إيران بعشرات المرات، مثل فيتنام.

الشعب الإيراني محاصر وفقير، ويعيش على الكوبونات منذ خمسة وثلاثين عاما! ولو أن حكومة طهران قررت الاستدارة سياسيا والانفتاح ومدت يد المصالحة، لرأينا دولة أعظم، وأكثر احتراما ونفوذا في المنطقة والعالم. هذه تركيا، دولة مسالمة، بموارد أقل من إيران، تتمتع بوضع مميز على مستوى الفرد والدولة، دون أن تضطر لإرسال جندي واحد، أو إنفاق شيء من أموالها في حروب المنطقة إلا على حماية حدودها. بخلاف الأتراك، يعاني الإيرانيون منذ أكثر من ثلاثة عقود، نتيجة سياسة قيادتهم التي تحلم بالهيمنة الخارجية، وتدعم أنظمة وجماعات لا قيمة أبدا لها عند المواطن الإيراني، مثل نظام الأسد، وحزب الله لبنان، وحماس غزة، وإخوان مصر، وديكتاتور السودان، والقبائل الحوثية المتمردة في اليمن، وبعض القوى المتنمرة في الخليج. هل يمكن أن يرى أي إيراني له مصلحة في هذا السعار الغالي الثمن من قبل قيادته؟ بالتأكيد لا.

ما حث عليه رفسنجاني، التعاون مع الجارة السعودية، هو عين العقل لصالح الجميع، لإنهاء مآسي ملايين السوريين واللبنانيين واليمنيين والأفغان، وغيرهم. أما لماذا نحمل إيران مسؤولية الاستجابة، وليس السعودية، فالسبب واضح؛ أن القيادة الإيرانية هي من تمسك بقابِس النار، ومشعل الحرائق، وأنا واثق أن السعودية مستعدة لأن تكون دولة صديقة وليس مجرد جارة محايدة. الشيخ رفسنجاني جاء مرة في زيارة للسعودية، وأمضى نحو أسبوعين ضيفا عند خادم الحرمين، ببرنامج مفتوح يزور ما يشاء، ويلتقي بمن يشاء. لكن رغم حرارة العلاقة، استمرت المشكلة لأن القيادة في طهران لم ترغب حقا في المصالحة وأساءت استخدام الاتفاقات التي وقّعت في عهد رفسنجاني، حتى مكتب الخطوط الجوية حولته وكرا لنشاطاتها!

بإمكان القيادة الإيرانية أن تصم آذانها عن دعوة رفسنجاني فتخسر الفرصة، ويأتي يوم ينفجر فيه الشعب هناك من حياة البؤس، والمغامرات العسكرية، وتبديد أمواله على أنظمة وأحزاب خارجية، من أجل ماذا، من أجل بناء مجد لبضعة أفراد في القيادة الإيرانية! نفس الحلم الذي دغدغ رأس الشاه ثم تهاوى بسببه من على عرشه.