أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

في مسألة أن فلاناً (أصله يهودي)!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 25-02-2015

كان مصطفى كمال أتاتورك هو الشخصية الأولى التي تعرّفت من خلالها على فكرة (الأصل اليهودي) للأشرار أو، في شكل أدقّ، للأشخاص الذين لا نحبهم أو نريد أن نشوّههم. ثمّ لسبب ما مفاجئ تم وضع المصلح جمال الدين الأفغاني في القائمة المشبوهة.

بدأت القائمة تتوسع شيئاً فشيئاً، بعد أن لقيتْ مفعولاً مؤثراً في المجتمع العربي. ثم انبعجت القائمة وفقدت الفكرة هيبتها بعد أن أصبحت مقولة: «فلان أصله يهودي» هي تهمة من لا تهمة له، كما أنها خلطت أخياراً بأشرار. فالداعية الإسلامي حسن البنا أصله يهودي والزعيم القومي جمال عبدالناصر كذلك وصدام حسين لا يخلو نسبه من عرق يهودي والقذافي تبيّن أن أسرته من أصول يهودية والرئيس الإيراني المتشدد أحمدي نجاد ينحدر من يهود أصفهان والسيسي أمه يهودية. وقائمة طويلة تشمل، إلى جانب السياسيين، دعاة ومثقفين وفنانين وتجاراً ورجال أعمال طبعاً، وقد كان زعيم الحوثيين في اليمن هو أحدث من تم إدراجه في قائمة ذوي الأصول اليهودية.

حديثي هنا ليس عن نفي أو إثبات الأصول اليهودية لقوائم «المشتبه بهم» أو المغضوب عليهم من مشاهير العالم العربي أو الإسلامي، بل هو عن تأويل فكرة التعلق بتهمة الأصل اليهودي لتفسير المواقف الرافضة أو الكارهة لشخصٍ ما، فالاستسهال في توظيف هذه التهمة سيحيل إلى استنباطين:

الأول: أن كل ذي أصل يهودي لا بد أن يكون شريراً بطبعه.

الثاني: أن لا شر سيأتي ممن لا أصول يهودية له.

ولا شك في أن كلا الاستنباطين خاطئ ومناقض لمضامين العقل والنقل. فالنقل فيه استشهادات كثيرة يكفي منها قوله تعالى في القرآن الكريم: «ليسوا سواء» عند حديثه عن أهل الكتاب. أما العقل فإنه لا أحد من باحثي الإنثروبولوجيا / علم الإنسان قد وجد حتى الآن ما يثبت تفوّق الشر عند جنس بشري من دون آخر أو بالعكس في شأن الخير.

لا أحد يمكنه أن ينكر أو ينفي من تاريخ البشرية فكرة الانتحال الديني أو العرقي لأغراض جاسوسية مشبوهة أو تخريبية واضحة، لكن التعلّق الدائم بقشّة الأصول المنتحَلة سيضفي على المجتمع المهزوم طابعاً طهورياً في أبنائه وأعضائه، كأنهم اكتسبوا البراءة والنزاهة من أصولهم العرقية بالضرورة، وأن من سِواهم من الأصول الأخرى لا يرقى إلى هذه المكانة من الطهورية والنقاء.

لن ننسى شخصيات بارزة في التاريخ العربي والإسلامي تنحدر من أعرق الأسر والبيوتات العربية الفاخرة، ورغم هذا فقد أساءت إلى العروبة وحاربت الإسلام كما لم يفعل يهود أصليون أو أنصاف يهود.

بقي أن أقول شيئاً قد يبدو ناقضاً للمقالة كلها (!)، هو أن نزعة البحث عن الأصل اليهودي للأشخاص غير المرغوب فيهم في المجتمع ليست حكراً على المجتمع العربي فقط، وإن كانت أكثر استخداماً عند العرب منها عند الغرب الذي يتعاطاها أيضاً، ولكن مع حذر وتريّث يكفي لتقليص القائمة!