أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

العدالة مدخلها معالجة الظلم

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 30-11--0001

علي محمد فخرو

إذا أردنا في كل بلاد العرب التعامل مع أحد أهم الموضوعات في الحياة السياسية العربية الحالية، موضوع العدالة، فإن المدخل يجب أن يجيب عن السؤال التالي: هل القضية الملحة الممكنة البدء بعلاجها في الحال هي الوصول إلى العدالة أم أنها الابتعاد السريع الممكن عن المظالم؟
السؤال ليس أكاديمياً نظرياً، وليس فيه تناقض كما يبدو، إذ له انعكاسات عملية في الواقع . ذلك أن الوصول إلى العدالة هو الوصول إلى وضع مثالي مختلف حول الكثير من تفاصيله وشروطه والمعايير التي تحكمه . إنه موضوع اختلف من حوله الفلاسفة والمفكرون الإصلاحيون، وهو بالتالي لا يزال في طور التكوّن . ومع ذلك فأياً تكن صورته النهائية، فإنه يقبع في مستقبل الإنسانية البعيد وسيحتاج تحققه إلى زمن طويل وتضحيات جسام .
أما موضوع رفع المظالم، وهو أحد الطرق العملية المقربة من العدالة، فإنه مغموس في الواقع السياسي، مرتبط بالحياة اليومية لأعداد كبيرة من المواطنين الذين يعانون الأمرين من وجود تأثيراته، وهو بالتالي موضوع قابل للدخول في خطوات علاجه في الحال .
سيخطر على البال في الحال سؤال ملح: هل في طرح موضوع العدالة بهذا الشكل فائدة أم أن هذا الطرح سيؤدي إلى تمييع موضوع العدالة؟ والجواب هو أن هناك فائدة كبيرة من جعل موضوع مقاومة الظلم ورفع المظالم ودحر الظالمين موضوعاً مستقلاً بذاته في جدول أعمال الحياة السياسية العربية الحالية . إن طرحه بنداً أساسياً دائماً في قائمة مطالب ثورات وحراكات الربيع العربي سيؤدي في الحال إلى التفكير في الأولويات على المستويين الوطني والقومي، والتركيز على الأهم قبل المهم، وتعرية السياسات والممارسات التي تقود إلى ترسيخ وزيادة المظالم، وزيادة القدرة على حشد الجماهير المعنية على الأخص للنضال ضد مظالم محددة تكتوي تلك الجماهير بنارها .
بل ومن المنتظر أن تنشط مراكز البحوث لا لتوصيف المظالم فحسب وإنما التعمق فيما تقود إليه من تأثيرات نفسية وسلوكية وذهنية وروحية على المواطن العربي، ما يجعله عاجزاً عن الإسهام الفعًال في أيّ مشروع تنموي نهضوي إنساني .
من هنا فإن طرح بند معالجة المظالم التاريخية، التي بنيت عبر القرون على أسس دينية أو مذهبية طائفية أو قبلية أو عرقية أو ثقافية، يجب أن يحظى بالأولوية، وأن تؤخذ الخطوات الأولى التصحيحية في الحال . ذلك أن تأجيل مواجهة تلك المظالم سيبقي على وسيزيد من الانقسامات والصراعات المجتمعية في بلاد العرب كلها، والتي تهدد بتجزئة أو زوال بعض الدول العربية، والتي تستغلها بانتهازية بعض الدوائر الأجنبية الخارجية للتدخل الإمبريالي والصهيوني الساار في الحياة العربية .
إزاء تلك المظالم لا يكفي الحديث عن المساواة والمواطنة والديمقراطية وغيرها من الشعارات الضرورية والمهمة بالطبع، ولكن النظرية والمبهمة في أذهان المواطنين العاديين، وإنما المطلوب تسمية الأمور بمسمياتها ومواجهتها حسب حقائقها وإحصاءاتها وفواجعها .
وبالطبع فإن إعطاء أولوية خاصة لتلك المظالم، بسبب الجحيم الذي تعيشه الأمة العربية حالياً، لا يعني تناسي المظالم الأخرى الكبرى من مثل الفحش في توزيع ثروات وخيرات الوطن، وعدم المساواة في وسائل بناء القدرات والإمكانات لكل المواطنين، بمن فيهم المرأة، من خلال الصحة والتعليم والسكن وفرص العمل والأجور، الأمر الذي يؤدي إلى عدم تساوي الفرص الحياتية بين المواطنين .
القائمة طويلة والظلم متجذر في أرض العرب، والظالمون يرتعون بلا حساب أو رقيب والأبواق المبررة الداعمة للظلم والظالمين كثيرة .
رسم صورة العدالة، فهماً وتحديداً وأهدافاً، سيكون أسهل وأكثر واقعية من خلال رسم ومواجهة ما هو ضدها وهو الظلم . وفي الدين الإسلامي، القابع في روح ونسيج الثقافة العربية، لا يقتصر الحديث عن العدل والقسط والميزان، بل تنبث في أرجاء قرآنه وأحاديثه النبوية عدم الرضا الإلهي عن قسوة وبشاعة وعدم إنسانية كل ظلم وكل ظالم .
في الحياة السياسية العربية بند الظلم، يجب أن يقف موازياً مواجهاً لبند العدالة .