أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

روسيا تُكشّر عن أنيابها

الكـاتب : محمد بن هويدن
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد بن هويدن

الدب الروسي هو الوصف الذي ظلت توصف به روسيا منذ القرن السابع عشر. وطبيعة هذا النوع من الدببة وغريزته الفطرية لا تجعل منه حيواناً هجومياً، بمعنى أنه حيوان لا يهاجم إلا دفاعاً عن النفس، وهذا ما يحاول الروس الإشارة إليه في وصف بلدهم بالدب الروسي.

لكن الغرب لا يفهم هذه اللهجة أو لا يريد أن يفهمها بذلك المعنى، بل إنه ومنذ القرن التاسع عشر استثمر الغرب هذا الوصف لنعت روسيا باعتبارها دولة كبيرة في الحجم وأنها دولة متوحشة وخطيرة.

روسيا اليوم تُكشر عن أنيابها ـ لا سيما فيما يحدث على حدودها مع أوروبا ـ ليس رغبة في توسيع رقعتها الجغرافية وإنما دفاعاً عن النظام القائم منذ أكثر من أربعمائة سنة، وهو النظام الذي كانت روسيا دائماً ما تعتبر المناطق المجاورة لها مناطق حيوية ولا يمكن أن ترضى بأن تسقط تلك المناطق المجاورة تحت نفوذ أية دولة غير نفوذ روسيا.

هذا ما لا يريد الغرب أن يفهمه أو أن يتعامل معه. فالغرب يؤمن بأن فترة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في 1991 جعلت العالم في يد الفكر الرأسمالي والليبرالي الغربي الذي لا بد أن يكتسح كل بقاع الأرض متجاهلاً مصالح الدول الأخرى، فلا مصلحة تعلو على مصلحة الغرب في عالم اليوم، وهذا ما لا يمكن لدول فاعلة في النظام الدولي مثل روسيا والصين أن ترضخ له.

روسيا اليوم مليئة بالوطنيين الذين لا يروق لهم ما تفعله الولايات المتحدة ومعها الغرب في تهميش روسيا وتقزيمها في السياسة الدولية. فهم يدعمون وبقوة توجهات الرئيس فلاديمير بوتين الذي يعتبرونه بحق المدافع الأول عن مصالح روسيا ومكانتها في العالم.

فالتحرك الروسي ضد أوكرانيا له ما يبرره سياسياً، فروسيا لا يمكن أن تقبل بتحول أوكرانيا لتصبح دولة عضواً في حلف الناتو، وبالتالي تخلق وجوداً عسكرياً للولايات المتحدة والغرب على الحدود المباشرة مع موسكو، هذا كأنك تقول أن تتحول كندا أو المكسيك لدائرة التحالف والنفوذ الروسي، وهو مالا يمكن أن يكون مقبولاً للولايات المتحدة على الإطلاق.

فواشنطن ما زالت تؤمن بأسس فكر مبدأ مونرو الذي وضع قبل نحو 190 سنة والقاضي بعدم السماح لأية قوة بأن تنشئ نفوذاً لها في أميركا الجنوبية باعتبارها منطقة مصالح حيوية للولايات المتحدة.

إن السياسيين الأميركيين ولاسيما المحافظين الجدد منهم ووسائل إعلامهم المختلفة ما زالوا لا يريدون أن يدركوا أن روسيا قوة عسكرية ذات مصالح عالمية لا يمكن تهميش مصالحها لصالح الولايات المتحدة. فهم يحملون التفسيرات المتعددة لإخافة، ليس فقط الأميركيين، بل أيضاً إخافة العالم من نوايا روسيا.

إن ما قامت به روسيا مرفوض بشكل قانوني، فهي لم تنتهك ميثاق الأمم المتحدة فحسب بل انتهكت الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين أوكرانيا وروسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والقاضية بحماية سلامة الأراضي الأوكرانية وسيادتها من التدخلات الأجنبية في مقابل تنازل أوكرانيا عن مخزونها من السلاح النووي الذي كان في تلك الفترة ثالث أكبر مخزون للسلاح النووي في العالم.

لكنه من الناحية السياسية ووفقاً للنظرة الروسية ومعها من يؤيدها في العالم يعتبر التحرك الروسي لضم القرم مبرراً سياسياً. فالدافع الرئيس وراء ما قامت به روسيا هو سياسات الغرب الساعية لتقويض روسيا ونفوذها والتعامل معها كمجرد دولة أخرى لابد من أن تتماشى مع النفوذ الغربي. وهو ما لا يمكن أن ترضى به موسكو.

إن التحرك الروسي أثبت وبوضوح أن موسكو أقوى من واشنطن في المسألة الأوكرانية بالذات وفي المنطقة الشرقية من أوروبا بشكل عام. وهو ما يمكن أن يفتح المجال أمام دول العالم الأخرى إلى أن: أولاً تنتهج ذات النهج الروسي في التعامل مع بعض القضايا الإقليمية، وثانياً أن تتقارب مع روسيا باعتبارها دولة قادرة على خلق التوازن مع واشنطن.

إن تحرك روسيا في المسألة الأوكرانية هو تحرك طبيعي عند الروس باعتباره للدفاع عن روسيا ومصالحها، تماماً كما هو حال الدب الروسي الذي يهاجم دفاعاً عن النفس.