أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع

الجزيرة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 14-08-2025

أدخل الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة سلاح التجويع في حربه لإخضاع القطاع الفلسطيني المحاصر منذ العام 2007، إلى جانب القتل اليومي بالقصف، الذي أوقع ما يزيد على 61 ألف شهيد من فلسطينيي غزة منذ 8 أكتوبر 2023.

وتؤكد تقارير الهيئات الإغاثية والإنسانية التدهور المعيشي للسكان منذ إغلاق المعابر، ومنع المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية والدولية داخله، اعتبارا من الثاني من مارس 2025.

وأكد برنامج الأغذية العالمي -في بيان صدر في 11 أغسطس الجاري- أن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما على الإطلاق. ولفت البرنامج إلى أن أكثر من ثلث سكان القطاع لا يأكلون لأيام، في حين يعيش نصف مليون شخص على شفا المجاعة.

الطوارئ والمجاعة

وتشير بيانات مقياس تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل "آي بي سي" (IPC) المدعوم من الأمم المتحدة إلى أن غزة هي المنطقة الوحيدة في العالم التي يعيش جميع سكانها تحت وطأة مرحلتي الطوارئ والمجاعة، دون وجود أي منطقة آمنة داخل القطاع.

وتوضح البيانات المصورة، التي نشرها المقياس مؤخرا، حجم انهيار الأمن الغذائي الذي شمل جميع مناطق القطاع، مما يؤكد استحالة وجود أي منطقة آمنة وسط هذه الحرب غير المسبوقة بحدتها ووحشيتها.

مفاعيل الجوع

ويبين التشريح البيولوجي للجوع كيف يتدهور الجسد تدريجيا بفقدان الطاقة ثم ضعف العضلات وصولا إلى فشل الأعضاء الحيوية. وفي حالات الأطفال -وهم غالبية ضحاياه في غزة- يتسبب الجوع بهزال وتقزم.

وتتصدر وفيات الأطفال قائمة الوفيات الناجمة عن الجوع حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة. ومن بين ضحايا التجويع الطفلة رزان أبو زاهر (4 سنوات) التي توفيت بسوء تغذية حاد، والرضيع يحيى النجار، والطفلة رؤى ماشي (عامان) التي توفيت في السابع من أغسطس في مستشفى ناصر بخان يونس.

وتظهر مقارنة لبرنامج الغذاء العالمي نقصا حادا في الغذاء داخل غزة، أسوأ حتى من بعض الفترات التاريخية المظلمة حيث تقدر السعرات الحرارية المتاحة في غزة حاليا بما بين 500-700 سعرة حرارية.

بعد إغلاقها المعابر الموصلة إلى قطاع غزة مطلع مارس وحظرها عمل منظمات الإغاثة لأكثر من شهرين، عادت سلطة الاحتلال الإسرائيلي لتتيح توزيع المساعدات اعتبارا من التاسع من مايو لمنظمة مدعومة من إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية، تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" (GAF)، بالتزامن مع استمرار حظر دخول المنظمات الإنسانية والدولية إلى القطاع، وتكدس شاحناتها على الحدود مع مصر.

وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية مشاهد لآلاف المدنيين وهم يتجمعون حول قافلة مساعدات، في دليل حي على حجم الأزمة الغذائية وحاجة الناس للحصول على الغذاء.

كما كشفت مشاهد الأقمار الاصطناعية امتداد طوابير المساعدات في وادي غزة لمسافة 8 كيلومترات، من مخيم النصيرات وحتى موقع التوزيع، في صورة تجسد عمق الأزمة الإنسانية غير المسبوقة.

ومع تفاقم الأزمة، لم تعد معاناة السكان مقتصرة على ندرة المساعدات، بل امتدت إلى آلية توزيعها، إذ توضح البيانات الخاصة بموقع وادي غزة نمطا من الفتح العشوائي والإغلاق السريع لمواقع التوزيع، حيث تراجعت فترات العمل من ساعات معلنة مسبقا إلى دقائق معدودة، وصولا إلى الإعلان عن الإغلاق دون فتح فعلي.

وتحولت طوابير انتظار المساعدات إلى مشاهد مأساوية تترافق مع سقوط قتلى ومصابين يوميا، وسط تأكيدات جهات حقوقية إنسانية بوجود عمليات قتل منظمة تستهدف السكان تحت ذريعة التوزيع.

كما لوحظ أن موقع وادي غزة شهد خلال يونيو 2025 تغيّرا لافتا في آلية العمل، إذ بدأت ساعات الفتح تُعلن ليلا في اليوم السابق قبل أن تُغلق أحيانا قبل الموعد المحدد، ثم تقلّصت الإشعارات منتصف الشهر لتُنشر قبل الفتح بدقائق معدودة فقط. ومع نهاية الشهر، لم يتجاوز متوسط الفتح 11 دقيقة، حتى جاء 13 يوليو ليشهد إعلانا عن الإغلاق التام.

مصيدة

لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي المسيطر ناريا على مواقع توزيع المساعدات الأربعة (التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية) حولها إلى مصيدة للموت، قضى فيها مئات المجوعين الفلسطينيين في جنوب القطاع ووسطه. وكان بين الشهداء، الذين تجاوز عددهم 1500، لاعب كرة القدم الفلسطيني الشهير سليمان العبيد (المعروف ببيليه الفلسطيني) الذي أردته رصاصة قناص إسرائيلي في السادس من أغسطس أثناء وقوفه في طابور طويل بانتظار كيس دقيق أو سلة طعام.