أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، اليوم الإثنين، حرص دولة الإمارات على وحدة سوريا وسلامتها وسيادتها وضمان الأمن والاستقرار فيها، ودعم كل ما يحقق تطلعات شعبها الشقيق نحو الاستقرار والتنمية.
جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية أجراها مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بحثا خلالها مختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي وسبل تعزيزه بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات (وام).
وشدد الجانبان خلال الاتصال على أهمية تغليب الحكمة ولغة الحوار في سوريا خلال هذه المرحلة إضافة إلى ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية السورية وعدم تعريضها للخطر.
كما استعرض الجانبان -بحسب الوكالة- عدداً من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وكانت أبوظبي قد دعت في وقت سابق، اليوم الإثنين، الأطراف السورية إلى "تغليب الحكمة"، في أول تعليق حكومي رسمي على سيطرة المعارضة على دمشق، وإسقاط نظام بشار الأسد.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها، حرص دولة الإمارات على وحدة وسلامة سوريا وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوري الشقيق.
وشددت على "ضرورة حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار".
وابتعدت الوزارة في بيانها الحديث عن بشار الأسد، الحليف البارز لأبوظبي، أو المعارضة التي أسقطته فجر أمس الأحد.
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وجاء أول تعليق من مسؤول إماراتي يوم أمس على لسان مستشار رئيس الدولة أنور قرقاش، الذي قال إن التطورات الأخيرة والسريعة في سوريا إشارة واضحة إلى الفشل السياسي لنظام الأسد.
وقال قرقاش خلال المشاركة في ندوة نقاشية بحوار المنامة أمس الأحد: "لا يهمنا اين خلف بشار وهذه نقطة بالتاريخ ولكن الأهم السيادة المناطقية لسوريا التي لازالت مهددة، كما أن هناك مخفي آخر هو الخروج من بوتقة العنف، وثالثا وهي نقطة قلق لان يعمل السوريون معا في مواجهة التطرف والإرهاب".
الجدير بالذكر أن أبوظبي قادت خلال السنوات الأخيرة حراكا سياسيا ودبلوماسيا عربيا ودوليا من أجل العودة للتطبيع مع نظام الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في 27 نوفمبر الماضي، في الريف الغربي لمحافظة حلب، وسيطرت الفصائل على مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيراً دمشق.
ومساء الأحد، كشفت وكالة الأنباء الروسية "تاس" أن بشار الأسد، الذي حكم سوريا منذ يوليو 2000، خلفاً لوالده حافظ، وصل مع عائلته إلى العاصمة الروسية موسكو، وتم منحهم حق اللجوء.