11:29 . الذهب يواصل المكاسب مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية... المزيد |
11:01 . أنجيلا ميركل: سعيتُ لإبطاء انضمام أوكرانيا للناتو بسبب مخاوف من رد روسي... المزيد |
10:54 . منافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 تنطلق الإثنين المقبل... المزيد |
10:45 . النفط يصعد وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية... المزيد |
10:38 . عاصفة مميتة تضرب شمال غرب أمريكا وتحرم مئات الألوف من الكهرباء... المزيد |
10:30 . دبلوماسي سوداني: مجلس الأمن تلقى تقريراً سرياً عن دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع... المزيد |
10:20 . مجلس الشيوخ يعيق محاولة وقف مبيعات أسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد |
10:13 . وزير يمني سابق يتحدث عن وصول طائرات عسكرية من الإمارات إلى شبوة... المزيد |
01:03 . الإمارات تأسف للفيتو الأمريكي ضد قرار وقف الحرب على غزة... المزيد |
12:10 . الموارد البشرية: ضبط 1934 منشأة خاصة تحايلت على "مستهدفات التوطين"... المزيد |
09:48 . الأردن تسجن النائب السابق "عماد العدوان" 10 سنوات بتهمة تهريب أسلحة إلى فلسطين... المزيد |
09:35 . ترامب يختار مسؤولة مصارعة سابقة وزيرةً للتعليم... المزيد |
09:21 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان المستجدات في غزة ولبنان... المزيد |
09:15 . فيتو أمريكي في مجلس الأمن على مشروع قرار يطلب وقف النار في غزة... المزيد |
08:07 . محكمة باكستانية تطلق سراح عمران خان بكفالة في "قضية الفساد"... المزيد |
08:05 . مريم البلوشي وأمينة العبدولي.. تسع سنوات خلف قضبان أبوظبي... المزيد |
مجدداً، تعود إيران إلى استفزاز الإمارات ودول مجلس التعاون، دونما رادع، وهذه المرة بإجراء الحرس الثوري الإيراني مناورة عسكرية مفاجئة، في الجزر الإماراتية المحتلة، في وقت يتزايد التوتر في مياه الخليج العربي.
تركزت المناورات على جزيرة أبو موسى المحتلة، مع إرسال الحرس الثوري قوات إلى طنب الكبرى، شاركت فيها السفن والطائرات المسيرة ووحدات صواريخ.
وهذه التدريبات تأتي ضمن سلسة طويلة من الاستفزازات الإيرانية للإمارات ودول الخليج، خصوصاً في الأشهر الأخيرة التي زادت إيران خلالها من مناوراتها العسكرية في مياه الخليج ومحاولة الهيمنة على الجزر الثلاث. ففي أبريل الماضي أعلن النظام الإيراني البدء في بناء البنية التحتية والسكنية في الجزر الثلاث تمهيداً لاستيطانها، وذلك بعد شهرين فقط من إعلان السلطة القضائية في طهران إصدار سندات ملكية رسمية خاصة بجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى؛ والذي تزامن مع تسيير رحلة طيران للحرس الثوري إلى جزيرة طنب الكبرى.
وتشرف هذه الجزر الإستراتيجية على مضيق هرمز، الذي يمر عبره يوميا نحو 40% من الإنتاج العالمي من النفط، فمن يسيطر على هذه الجزر يرصد بسهولة حركة الملاحة البحرية في الخليج، مما يجعلها مركزا ملائما للرقابة العسكرية.
يجيب هذا التقرير على تساؤل: لماذا تصعِّد إيران من استفزازاتها في الجزر الثلاث المحتلة؟
جانب من مناورة إيرانية في مياه الخليج العربي - أرشيفية
القوة الأمريكية
تأتي التدريبات الإيرانية الأخيرة في ظل التعزيزات الأمريكية الأخيرة في منطقة الخليج حيث ينتقل الآلاف من مشاة البحرية الأميركية على متن السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان وسفينة الإنزال يو إس إس كارتر هول، إلى منطقة الخليج. وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت طائرات حربية من طراز إيه-10 ثاندربولت ومقاتلات إف-16 وإف-35، بالإضافة إلى المدمرة يو إس إس توماس هادنر، إلى المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن إرسال القوات الجديدة يأتي ردا على محاولات إيران "لتهديد التدفق الحر للتجارة في مضيق هرمز والمياه المحيطة به" الذي يمر عبره نحو خمس النفط العالمي.
وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي عقب التدريبات للتلفزيون الرسمي: "ليست هناك حاجة على الإطلاق لوجود أمريكا أو حلفائها الأوروبيين أو غير الأوروبيين في المنطقة".
ودائماً ما تقول إيران إن المنطقة ليست بحاجة إلى "قوة غربية من خارج المنطقة لتأمينها"، على الرغم من أن أفعالها والتدريبات الأخيرة تثبت العكس.
وعادة ما كانت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تتسبب في قيام الأخيرة بهجمات على سفن الشحن في مياه الخليج. ومنذ عام 2019، كانت هناك سلسلة من الهجمات على الشحن في مياه الخليج بما في ذلك هجمات في 12 مايو 2019 أدت إلى إلحاق أضرار بأربع سفن تجارية بالقرب من ميناء الفجيرة، واتهمت الولايات المتحدة ودول خليجية إيران بالوقوف وراء الهجوم، لكن وزارة الخارجية قالت إن الهجمات "تحمل بصمات عملية معقدة ومنسقة"، ولم تشر إلى الجهة التي تقف خلفها أو كيف تم الهجوم.
وتشير الإحصائيات اللاحقة إلى تزايد كبير في الهجمات الإيرانية، فبين 2021 ومنتصف يوليو 2023 ضايقت إيران أو هاجمت أو احتجزت ما يقرب من 20 سفينة تجارية ترفع علماً دولياً، مما يمثل تهديداً واضحاً للأمن البحري الإقليمي والاقتصاد العالمي.
السفينة الهجومية البرمائية الأمريكية يو إس إس باتان (USS Bataan) - أرشيفية
العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب
تأتي المناورات الإيرانية في الجزر الإماراتية المحتلة بعد أسابيع من مناورات إسرائيلية-أمريكية تركز على إيران، ومع استمرار التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة على إيران.
وهو ما يقفز باتفاقية تطبيع أبوظبي مع الاحتلال الإسرائيلي -المرفوضة من غالبية الإماراتيين- للواجهة؛ حيث توترت العلاقات الإماراتية-الإيرانية منذ إعلان تلك الاتفاقية في أغسطس 2020؛ إذ تعتبر إيران الوجود الإسرائيلي في منطقة الخليج تهديداً وجودياً. وسبق أن أثار مراقبون مخاوفهم من أن تتحول الإمارات إلى ساحة صراع لتصفية الصراع بينهما. وسبق أن هدد الحرس الثوري الإيراني باستهداف الدول التي تتعاون مع تل أبيب.
ويقوم الإسرائيليون عادة باستهداف منشآت نووية ومقار عسكرية إيرانية، وهو ما يثير غضب الإيرانيين الذين يعتقدون أن ذلك تم بعد التنسيق الأمني بين أبوظبي وتل أبيب.
حقل الدرة
كما تأتي التدريبات العسكرية الإيرانية في وقت تصاعد فيه الصراع حول حقل غاز الدرة بين إيران من جهة، والكويت والسعودية من جهة أُخرى، على خلفية الخلاف على استثمار ثروته، وكيفية توزيع الحصص فيه، مع أن دول الخليج العربي تعتقد أصلاً أن خيرات الحقل "لا علاقة لإيران بها".
وقبل التدريبات بيومين، في 30 يوليو، قال وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، إن بلاده "لن تتحمل أي تضييع لحقوقها" في حقل آرَش (الدرة) الغازي، وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة "مهر" شبه الرسمية.
وعلى الرغم من التقارب السعودي الإيراني اللافت، وتوصل الجانبين إلى اتفاق على استعادة العلاقات الطبيعية تدريجاً، إلا أن العلاقات اتجهت إلى تصعيد واضح بشأن حقل الدرة.
كما أن المناورات الأخيرة تمثل رسالة إيرانية لروسيا بالتعبير عن استيائها من التصريحات الروسية الأخيرة حول الجزر الثلاث، حيث دعت موسكو في بيان مشترك مع مجلس التعاون الخليجي إلى إجراء "مفاوضات ثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية" للفصل في قضية الجزر، وهو ما أثار غضبا في إيران. واستدعت طهران المبعوث الروسي للاحتجاج على هذه التصريحات.
خريطة توضح موقع حقل الدرة الغازي
الحاجة إلى موقف
وعلى الرغم من أن المناورات الإيرانية واستحداث المنشآت على الجزر الثلاث تمثل تعدياً سافراً على سيادة الإمارات، إلا أنه لم يصدر عن أبوظبي ووزارة الخارجية أي بيان حول هذا الاستفزاز المسيء للدولة ولمواطنيها.
بل إن وزارة الخارجية استضافت في نفس اليوم الذي انطلقت فيه المناورات الأخيرة سفير طهران لدى أبوظبي رضا عامري. ولم تكن الاستضافة للاحتجاج على التعدي على الأراضي الإماراتية، وإنما لاستلام دعوة من الرئيس الإيراني إلى صاحب السمو رئيس الدولة لزيارة طهران.
وتكرر صمت الخارجية تجاه الاعتداءات الإيرانية في عدة مناسبات سابقة، عدا عن دعوات خجولة في خطابات أمام الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، تطالب طهران بإنهاء احتلال الجزر، أو الجلوس على طاولة المفاوضات، أو القبول بالتحكيم.
وتستخدم إيران احتلالها للجزر الثلاث كأداة ليس لاستفزاز الإمارات وحدها، بل لاستفزاز دول مجلس التعاون الخليجي جميعها، إذ تثبت المناورات العسكرية الأخيرة أن الخطر القادم من إيران يستمر في التصاعد رغم كل ما تبذله دول المنطقة من أجل تحسين العلاقة مع الضفة الأخرى من الخليج.
وكما أن إيران بحاجة إلى إنهاء احتلال الجزر الثلاث وتسليمها للإمارات أو قبول التحكيم الدولي حولها، فإن الدولة بحاجة أيضاً إلى إنهاء اتفاقية التطبيع التي تهدد أمن دول الخليج العربي وتؤجج حالة الاحتقان الأمني الحالية.