وافقت باكستان على عرض فرص استثمارية تضم 28 مشروعاً يتجاوز إجمالي حجم الاستثمارات المطلوبة لها 28 مليار دولار، على الإمارات ودول الخليج، للاستثمار فيها، بما في ذلك إنشاء سد ديامير-بهاشا، وعمليات تعدين بمشروع "ريكو ديق" بمقاطعة تشاغاي في إقليم بلوخستان، وفق ما نشرته صحيفة "ذا أكسبرس تريبيون" (The Express Tribune) الباكستانية.
وتركز خطط الفرص الاستثمارية المعتمدة من قِبل مجلس تسهيل الاستثمار الخاص الذي استحدثته باكستان بشكل مبدئي، على قطاعات الأغذية والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والتعدين والنفط والطاقة المتجددة.
وبالإضافة إلى دول الخليج، خططت إسلام أباد وبكين لاستثمار 62 مليار دولار إجمالاً في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، لكن لم يُضخ منها حتى الآن سوى أقل من 28 مليار دولار. وتعرض باكستان سد ديامير-بهاشا على الصين للاستثمار كأولوية، وفقاً للصحيفة.
ووافق البرلمان الباكستاني الأسبوع الماضي على مجموعة من التعديلات على قانونين يتعلقان بالجيش الباكستاني ومجلس الاستثمار، بما سيضمن التنفيذ السريع للمشروعات الاستثمارية الحاصلة على موافقات مبدئية.
ونقلت صحيفة "ذا أكسبرس تريبيون" عن مصادر حكومية لم تسمها أن الحكومة حددت 23 دولة للترويج لهذه المشروعات، لكن التركيز الرئيسي سيكون على الإمارات والسعودية وقطر والبحرين.
وأشارت إلى أن هناك قانوناً آخر "مهماً" قيد الإعداد، خاصاً بصندوق الثروة السيادية الباكستاني، والذي سيوفر رأس المال للمشروعات المشتركة مع الدول الأجنبية التي اعتمدها مجلس تسهيل الاستثمار الخاص.
صندوق النقد
وحصلت باكستان على موافقة نهائية من المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، في 12 يوليو الجاري توفر لها تمويلاً بقيمة 3 مليارات دولار لمساعدة البلاد التي تعاني من ضائقة مالية من أجل تخفيف أزماتها التمويلية. وتسمح هذه الموافقة بالإفراج الفوري عن نحو 1.2 مليار دولار لصالح باكستان.
شملت المشاريع التي وافقت عليها اللجنة العليا في مجلس تسهيل الاستثمار الخاص مشروعاً زراعياً على مساحة 10 آلاف فدان في صحراء تشولستان، قابلاً للتوسعة لاحقاً إلى 85 ألفاً.
وقالت المصادر للصحيفة الباكستانية إن قطر مهتمة بهذا المشروع الزراعي.كما وافق مجلس تسهيل الاستثمار الخاص على مصفاة نفط لـ"أرامكو السعودية" كلفتها 10 مليارات دولار، ومشروع خط أنابيب الغاز "تركمنستان-أفغانستان-باكستان-الهند"، المعروف اختصاراً باسم "تابي" للاستثمار تحت مظلتها.
كما حددت إسلام أباد بعض المشروعات الكبرى في قطاع الطاقة لمشاركتها مع دول الخليج لأغراض الاستثمار، بما في ذلك سد ديامير-بهاشا، والرقعة الثانية لتعدين الفحم في منجم ثار، وهما مشروعان يكلفان مليارات الدولارات.
ورفعت باكستان أخيراً الضرائب وسعر الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوى على الإطلاق.
وتتوقع وكالتا "موديز إنفستورز سيرفيس" و"فيتش" أن تواجه باكستان مخاطر تمويلية مستعصية، وسط تقديرات بأن تطلب تمويلاً إضافياً كبيراً إلى جانب حصولها على دفعات من صندوق النقد الدولي للوفاء بآجال استحقاق ديونها وتمويل التعافي الاقتصادي.