أعلنت طيران الإمارات عن تخصيص 200 مليون دولار أميركي، على مدى ثلاث سنوات، لتمويل مشاريع البحث والتطوير التي تركز على الحد من تأثير الوقود الأحفوري في عمليات الطيران التجاري، وذلك في أكبر التزام منفرد من قبل أي ناقلة جوية بشأن الاستدامة. وسوف تحدد طيران الإمارات شراكات مع مؤسسات رائدة تعمل على إيجاد حلول في تقنيات الوقود والطاقة المتقدمة.
وقال السير تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات: "نحن بصدد تخصيص 200 مليون دولار أميركي للاستثمار في حلول الوقود والطاقة المتقدمة للطيران، حيث تواجه الناقلات الجوية حالياً أكبر عائق في الحد من التأثير البيئي".
وأضاف السير تيم كلارك بقوله: "إلى أن يتم إيجاد حلول قابلة للتطبيق، سنواصل في طيران الإمارات اعتماد وتطبيق الممارسات المسؤولة بيئياً في جميع عملياتنا، بما في ذلك استخدام الوقود المستدام SAF حيثما كان متوفراً، وضمان عمليات أسطول فعالة، ومواصلة إدخال طائرات حديثة ضمن أسطولنا. وقد خصصنا صندوقنا بقيمة 200 مليون دولار أميركي للبحث والتطوير، وليس لتكاليف التشغيل مثل شراء الوقود المستدام أو تعويضات الكربون التزاماً بالأنظمة المتبعة، وهي الأنشطة المعتادة بالنسبة لنا".
وسوف تشرف "مجموعة طيران الإمارات التوجيهية التنفيذية للاستدامة البيئية" على المدفوعات من الصندوق، بدعم من خبراء فنيين.
مبادرات الحد من الانبعاثات في طيران الإمارات
تركز سياسة واستراتيجية طيران الإمارات البيئية طويلة الأمد أنشطتها على 3 مجالات: الحد من الانبعاثات، والاستهلاك المسؤول، والحفاظ على الحياة البرية والموائل.
وأكملت طيران الإمارات بنجاح في يناير الماضي أول رحلة تجريبية عمل أحد محركي الطائرة فيها بوقود مستدام SAF بنسبة 100%، وذلك بالشراكة مع بوينج وجنرال إلكتريك. ومنذ أول رحلة لها عملت بوقود مستدام SAF في عام 2017، تواصل الناقلة المشاركة بنشاط في سوق هذا النوع من الوقود والبحث عن فرص لاستخدامه ضمن شبكتها حيثما كان ذلك ممكناً. إلا أن الوقود المستدام المصنع من مصادر حيوية، وهو النوع الوحيد المتاح تجارياً من SAF، محدود للغاية. ويقدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) أن الإمدادات العالمية السنوية من SAF تلبي أقل من 0.1% من احتياجات شركات الطيران.
وتشارك طيران الإمارات في عدد من مجموعات العمل في الصناعة والجهات ذات الصلة في مبادرات وقود الطيران المستدام. ففي الأشهر الأخيرة، ساهمت الناقلة في تطوير خارطة طريق الطاقة لتحويل الوقود في دولة الإمارات PtL التي أطلقت في يوليو 2022، والتي أعدتها وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات بالاشتراك مع المنتدى الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى خارطة الطريق الوطنية لوقود الطيران المستدام التي أطلقتها الوزارة ذاتها في يناير 2023.
ولا يزال استثمار طيران الإمارات في تشغيل أسطول حديث يشكّل التزامها الأكبر لخفض الانبعاثات. ولدى الناقلة حالياً طلبيات مؤكدة لشراء 200 طائرة حديثة ذات جسم عريض من طرازي إيرباص A350 وبوينج 777X.
وتنتهج طيران الإمارات برنامجاً شاملاً لكفاءة استهلاك الوقود يقوم على التحقق وتطبيق طرق للحد من حرق الوقود والانبعاثات غير الضرورية، حيثما أمكن ذلك من الناحية التشغيلية. وتتضمن بعض أهم مبادرات البرنامج ما يلي:
تشغيل "المسارات المرنة" أو الممرات المرنة، حيث تتعاون مع مزودي خدمات الملاحة الجوية لإنشاء خطة طيران أكثر كفاءة لكل رحلة، والاستفادة من الرياح الخلفية الطبيعية، مع تجنب الرياح المعاكسة وأنظمة الطقس. وهذه الجهود مستمرة منذ عام 2003، وتعمل طيران الإمارات أيضاW مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي لتوسيع نظام التوجيه هذا في جميع أنحاء العالم كإجراء تشغيل قياسي حيثما أمكن ذلك.
إدخال ممارسات فعالة في استهلاك الوقود أثناء وجود الطائرة على الأرض، مثل: استخدام وحدات الطاقة الأرضية بدلاً من وحدة الطاقة المساعدة للطائرة APU وإيقاف تشغيل محرك أو محركين أثناء تحرك الطائرة على أرض المطار بعد الهبوط.
وتستثمر طيران الإمارات أيضاً في مبادرات الطاقة المتجددة، بما في ذلك تركيب الألواح الشمسية لإدارة بعض منشآتها في دبي، واستخدام المركبات الكهربائية على جانبي أرض المطار. هنا معلومات أخرى عن مبادرات طيران الإمارات البيئية.