رد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله المقرب من صناع القرار السياسي على المعلومات تقول إن الولايات المتحدة تهدد أبوظبي بعقوبات بسبب استمرار التجارة التي تعتبرها "غير المشروعة" مع روسيا، في ظل صمت رسمي.
ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، قوله "نحن نقدم الكثير من الخدمات للأمريكيين، يجب أن يكونوا ممتنين لنا بدلاً من هذه اللغة".
وكانت سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز قالتا إن الولايات المتحدة، هددت دولة الإمارات وتركيا بفرض عقوبات على المتورطين في تسهيل تهرب الأشخاص والكيانات الروس من العقوبات.
وأشار عبدالله إلى أن "العقوبات الأمريكية هي عقوبات دولة واحدة. إنها ليست عقوبات الأمم المتحدة ويمكن للبلدان أن تنتقي وتختار. لدينا تعاملات مع 190 دولة مختلفة، وروسيا واحدة منها".
يقول عبدالله إن مخاوف وزارة الخزانة الأمريكية ليست جديدة، وإن واشنطن تعلم "جيدًا أننا (الإمارات) نجري محادثات مستمرة حول كل شيء، بما في ذلك هذه العقوبات".
وقال عبدالله للشبكة الأمريكية: "الإمارات يقظة مثل أي دولة، تراقب كل دولار يأتي، كل معاملة، سواء كانت روسية أو غير ذلك"، مضيفًا أنه "لا ينبغي تمييز الإمارات" لامتلاكها سوقاً مالياً مفتوحاً.
وأضاف: "هذه محادثة نجريها مع العديد من الشركاء والبلدان الأخرى حول العالم".
والأسبوع الماضي زار وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برايان نلسون دولة الإمارات، والتقى بالمسؤولين الإماراتيين. وقالت سي إن إن إن المسؤول الأمريكي زار أبوظبي لتحذيرها "من أن مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات لن تكون بدون عواقب".
ووفق بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية فقد ناقش نيلسون: "استئصال التهرب من العقوبات الأمريكية، لا سيما على روسيا وإيران"، فضلا عن "التزام الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات إضافية ضد أولئك الذين يتهربون أو يسهلون التهرب من العقوبات".
وتستثمر الإمارات عشرات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الأمريكي، معظمها من خلال صناديق الثروة السيادية. وفي عام 2020، استحوذ المستثمرون من الإمارات على حوالي 45 مليار دولار من تدفقات الاستثمار إلى الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية المدعومة من الدولة، وهو ارتفاع بنسبة 65 ٪ عن العام السابق.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام الماضي، حاولت الإمارات لعب دور الوسيط، حيث دانت الهجوم العسكري الروسي لكنها أبقت على العلاقات مع موسكو، وأجرت عديداً من الاتصالات واللقاءات رفيعة المستوى معها.
وأمس السبت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، تحرير 63 عسكرياً في صفقة تبادل أسرى حرب مع أوكرانيا، بوساطة إماراتية، فيما أعلنت كييف استعادة 116 جندياً ضمن الصفقة.