انتقد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، "الاحتلال الاستيطاني" الإسرائيلي في فلسطين و"عجز" المجتمع الدولي في سوريا.
وقال آل ثاني، في خطابه أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "لا أعتقد أن مندوبي الدول الحاضرين يحتاجون إلى التذكير بأن القضية الفلسطينية ما زالت دون حل".
وتابع: "في ظل عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومع التغير المتواصل للوقائع على الأرض أصبح الاحتلال الاستيطاني (الإسرائيلي) يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع، مما قد يغير قواعد الصراع وكذلك شكل التضامن العالمي مستقبلا".
وأردف: "أجدد التأكيد على تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في تطلعه للعدالة". وكرر التأكيد على ضرورة "تحمل مجلس الأمن لمسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
مأساة الشعب السوري
وبخصوص الأزمة السورية، قال آل ثاني إن "المجتمع الدولي عجز عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا".
وتابع: "وإمعانا في الخذلان أصبح البعض يسعى لطي صفحة مأساة الشعب السوري دون مقابل، ويتجاهل التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الشعب المنكوب دون حل يحقق تطلعاته ووحدة سوريا والسلم والاستقرار فيها".وشدد على أنه "لا يجوز أن تقبل الأمم المتحدة أن يتلخص المسار السياسي في ما يسمى اللجنة الدستورية تحت رعايتها".
وفي مارس 2011 اندلعت في سوريا احتجاجات شعبية مناهضة لرئيس النظام بشار الأسد دعت إلى تداول سلمي للسلطة، لكنه بدأ قمعها عسكريا ما زج بالبلاد في حرب مدمرة.
أزمتا ليبيا واليمن
وحول الأزمة الليبية، دعا آل ثاني إلى "اتخاذ إجراء دولي وفوري لاستكمال العملية السياسية والاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة".
وأضاف أن "الجميع بات يدرك أنه لا يمكن استعادة الدولة دون توحيد القوى العسكرية وإعادة تأهيل الفصائل المسلحة في جيش وطني واحد، ونبذ من يرفض هذا الحل ومحاسبته".
وبالنسبة لليمن، قال آل ثاني: "نرى بصيص أمل في توافق الأطراف على هدنة مؤقتة، ونتطلّع إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار تمهيدا للتفاوض بين الأطراف اليمنية على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".** الملف النووي الايراني.
وفيما يخص إيران، قال آل ثاني: "في قطر نؤمن بضرورة التوصل إلى اتفاق عادل حول البرنامج النووي الإيراني يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة ويضمن خلو المنطقة من السلاح النووي وحق الشعب الإيراني في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية".
وتابع قائلا: "ليس لدى أحد بديل عن مثل هذا الاتفاق، وسيكون التوصل إليه في صالح أمن واستقرار المنطقة وسيفتح الباب لحوار أوسع على مستوى الأمن الإقليمي".
الحرب الروسية الأوكرانية
وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، قال آل ثاني: "ندرك تماما تعقيدات الصراع بين روسيا وأوكرانيا والبعد الدولي له".
واستدرك: "ومع ذلك ندعو إلى وقف إطلاق النار ومباشرة السعي إلى حل سلمي للنزاع. فهذا ما سينتهي إليه الأمر على كل حال مهما استمرت الحرب (المتواصلة منذ 24 فبراير الماضي)".وشدد على أن دوام الحرب "لن يغير هذه النتيجة، بل سيزيد من عدد الضحايا، كما يضاعف آثارها الوخيمة على أوروبا وروسيا والاقتصاد العالمي عموما".